كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
تُعد الأمراض المزمنة الصامتة من أخطر التحديات الصحية في مصر والعالم، لأنها تتطور ببطء ودون أعراض واضحة في مراحلها الأولى، ما يجعل اكتشافها المتأخر سببًا رئيسيًا في ارتفاع نسب الوفيات والمضاعفات الخطيرة. وتشمل هذه الأمراض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكبد، الكلى، والقلب، والسرطان في بعض أنواعه.
لماذا تُسمى “صامتة”؟
لأنها لا تُظهر أعراضًا واضحة إلا بعد فترة طويلة من تطورها داخل الجسم. فعلى سبيل المثال، قد يعيش الشخص سنوات مصابًا بارتفاع ضغط الدم أو السكر دون أن يشعر بأي ألم، إلى أن تظهر مضاعفات على العين أو القلب أو الكلى.
الوضع في مصر
تشير التقارير الصحية إلى أن نسب الإصابة بالأمراض المزمنة في مصر آخذة في الارتفاع، ويرجع ذلك إلى:
أنماط التغذية غير الصحية.
قلة النشاط البدني.
التدخين والتوتر المزمن.
قلة الوعي بالفحوصات الدورية الوقائية.
أبرز الأمراض الصامتة الشائعة
السكري من النوع الثاني: قد يبدأ بارتفاع بسيط في السكر لا يسبب أعراضًا، لكن مع الوقت يؤثر في الأعصاب، العيون، والكلى.
ارتفاع ضغط الدم: يُعرف بـ”القاتل الصامت”، لأنه لا يُكتشف إلا عند حدوث مضاعفات مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
أمراض الكبد المزمنة (خاصة الناتجة عن دهون الكبد): لا تظهر أعراضها إلا بعد تدهور وظائف الكبد.
أمراض الكلى: تتطور بصمت حتى تصل إلى الفشل الكلوي.
أنواع من السرطان (مثل القولون أو الثدي): يمكن اكتشافها مبكرًا فقط من خلال الفحوصات الوقائية المنتظمة.
كيف نكتشفها مبكرًا؟
الوقاية تبدأ بالفحص المنتظم حتى في غياب الأعراض، ومن أهم الخطوات:
قياس ضغط الدم مرة على الأقل كل ستة أشهر.
تحليل سكر الدم بعد سن الأربعين، أو قبل ذلك في حال وجود تاريخ عائلي.
تحليل وظائف الكبد والكلى سنويًا.
فحص الدهون والكوليسترول.
الفحوصات الدورية للسرطان مثل الماموغرام للنساء، وتنظير القولون للرجال بعد سن الخمسين.
التوعية والدور الحكومي
أطلقت وزارة الصحة المصرية حملات مثل “100 مليون صحة” التي تستهدف الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، مما ساعد على اكتشاف آلاف الحالات في مراحل مبكرة، وتقديم العلاج المجاني.
