د.نادي شلقامي
في تحرك دبلوماسي مضاد لمطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة بالتنازل عن أراضٍ أوكرانية مقابل اتفاق سلام، بدأت دول أوروبية العمل بشكل مكثف مع كييف على صياغة مقترح شامل لإنهاء الحرب. ويأتي هذا المقترح في شكل خطة من 12 نقطة، التي تهدف إلى تقديم إطار عمل للتفاوض يستند إلى واقع خطوط القتال الحالية على الأرض، بعيداً عن شروط موسكو المسبقة، في محاولة لإيجاد حل سياسي يوازن بين الضرورات العسكرية والمطالب السيادية الأوكرانية.
وأفادت وكالة بلومبرغ، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأنه سيتم تشكيل مجلس سلام برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف الإشراف على تنفيذ الخطة المقترحة.
وبمجرد أن توافق روسيا، أسوة بأوكرانيا، على وقفٍ لإطلاق النار، ويتعهد الجانبان بوقف أي تقدم ميداني، تنص الخطة على تبادل الأسرى، وإعادة جميع الأطفال المبعدين إلى أوكرانيا.
كما تتضمن الخطة منح كييف ضمانات أمنية وتمويلاً لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، فضلاً عن مسار سريع لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
أما العقوبات المفروضة على روسيا، فسيرفع جزء منها تدريجياً، بينما ستبقى نحو 300 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي الروسي مجمدة حتى توافق موسكو على المساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، وستعاد فرض القيود تلقائياً في حال شنت روسيا هجوماً جديداً على جارتها، وفق بلومبرغ.
وذكرت المصادر، أن موسكو وكييف ستدخلان في مفاوضات حول إدارة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، لكن أوروبا وأوكرانيا لن تعترفا قانونياً بأي أرض أوكرانية كأرض روسية، على حد وصفهم. وأفادت المصادر، بأن تفاصيل الخطة لا تزال قيد الإعداد.
وقد يتم التعديل عليها، مشيرة إلى أن أي مقترح نهائي سيتطلب موافقة إدارة ترامب، وأن مسؤولين أوروبيين قد يتوجهون إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لمواصلة المشاورات.
إلى ذلك، وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اقتراح ترامب، بالتفاوض مع روسيا على أساس خط التماس الحالي بأنه حل وسط جيد، لكنه شكك في إمكان قبول بوتين، بهذا الطرح.
وقال زيلينسكي للصحافيين خلال زيارة قصيرة لأوسلو: اقترح الرئيس الأمريكي.. ابقوا في أماكنكم وابدأوا الحوار.. أعتقد أنه حل وسط جيد، لكنني لست متأكداً من أن بوتين يدعمه، وقد قلت ذلك للرئيس ترامب.
بدوره، أعلن ترامب، أنه أرجأ إلى أجل غير مسمى اجتماعاً كان مقرراً أن يعقده مع بوتين، في بودابست، عازياً سبب هذا التأجيل إلى عدم رغبته بإضاعة الوقت عبر إجراء مباحثات بلا جدوى.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: لا أريد عقد اجتماع فارغ، لا أريد إضاعة الوقت، لذا سأرى ما سيحدث. ولفت ترامب إلى أنه لا يريد اجتماعاً بلا جدوى مع بوتين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف، القول إن التحضير لقمة بين بوتين وترامب لا يزال مستمراً. ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله: التحضيرات للقمة مستمرة.. ولا أرى أي عقبات كبيرة.
مناورات
إلى ذلك، أشرف بوتين، على اختبار للقوات النووية الروسية براً وبحراً وجواً للتدرب على جاهزيتها وبنية القيادة. وشمل الاختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز يارس من قاعدة فضائية، وإطلاق صاروخ باليستي من طراز سينيفا من غواصة نووية في بحر بارنتس، وإطلاق صواريخ كروز ذات قدرة نووية من قاذفات استراتيجية. وقال الكرملين في بيان:
اختبرت المناورات مستوى استعداد القيادة العسكرية والمهارات العملية لأفراد العمليات في تنظيم السيطرة على القوات التابعة لها.. تم الانتهاء من جميع المهام التدريبية.
هجوم
ميدانياً، قال مسؤولون، إن هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة على أوكرانيا أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان، وانقطاع الكهرباء في أنحاء البلاد.
وقال تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية، إن حطام الأسلحة التي تم إسقاطها تناثر في أنحاء كييف، مما أدى إلى اشتعال النيران في نصف أحياء المدينة. وقال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني:
وافقت أوكرانيا منذ وقت طويل على الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار بينما تبذل موسكو قصارى جهدها لاستمرار أعمال القتال.. هذا يعني أن الإجراءات الجماعية ضد بوتين غير كافية حالياً، وعلينا جميعاً بذل المزيد معاً لإجباره على التوقف عن قتل شعبنا.
كما أصاب هجوم جوي روسي، حضانة بمدينة خاركيف بشرق أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل شخص، حسبما قال عمدة المدينة إيهور تيريخوف. وأضاف أن سبعة أشخاص أصيبوا، على الرغم من أنه لم يتم تأكيد التقارير الأوليةالتي أفادت بوجود أطفال مصابين. وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن قواتها سيطرت على قرية بافليفكا في منطقة زابوريجيا جنوب شرق أوكرانيا.
وكذلك قرية إيفانيفكا في منطقة دنيبروبتروفسك المجاورة. وأضافت الوزارة في بيان، أن القوات قصفت البنية التحتية الأوكرانية للطاقة، فيما قالت إنه رد على الهجمات الأوكرانية على أهداف مدنية روسية.
وفيما قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن الجيش قصف مصنعاً للأسلحة والذخيرة في منطقة موردوفيا الروسية ومصفاة نفط في داغستان الروسية، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن القوات الأوكرانية استهدفت مصنعاً كيميائياً في منطقة بريانسك الحدودية داخل روسيا، في هجوم جوي مشترك.
