د.نادي شلقامي
في خطوة جديدة لإنعاش الجهود الدبلوماسية المتعثرة، تبدأ اليوم (الخميس) في العاصمة الأميركية واشنطن سلسلة اجتماعات غير مباشرة، برعاية وزارة الخارجية الأميركية، تجمع ممثلين عن الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”. وتهدف هذه اللقاءات، التي سيديرها نائب وزير الخارجية ووسطاء إقليميون بشكل منفصل مع كل طرف، إلى التمهيد لعقد اجتماع حاسم لـ “الرباعية الدولية” (التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر) في واشنطن بنهاية الشهر الحالي، في مسعى دولي جديد لوقف الحرب المدمرة.
وكانت «الرباعية» قد طرحت الشهر الماضي خريطة طريق لوقف الحرب في السودان التي اندلعت في منتصف أبريل (نيسان) 2023، وأدت إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين.
وتضمنت خطة «الرباعية» للحل إيقاف النزاع وإنهاء معاناة الشعب السوداني، مع خريطة طريق واضحة ومحددة. ودعت في بيان إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تليها هدنة دائمة، لبدء العملية السياسية، وضرورة تشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر بعد الهدنة الدائمة.
كما أكد البيان أن مستقبل السودان لا يمكن أن «يُملى من قبل الجماعات المتطرفة العنيفة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بجماعة الإخوان المسلمين»، التي اتهمها بزعزعة الاستقرار. وشددت «الرباعية» أيضاً على أن الدعم الخارجي لطرفي الحرب في السودان يؤدي إلى إطالة أمد الصراع ويزعزع الاستقرار الإقليمي.
وكان قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، قد وضع شروطاً لأي مفاوضات سلام قادمة، خصوصاً فيما يتعلق بخريطة الطريق التي اقترحتها «الآلية الرباعية». وقال البرهان، يوم الأحد الماضي، في كلمة بمدينة عطبرة في ولاية نهر النيل الشمالية: «لا تفاوض مع أي جهة، ولا أحد يفرض علينا سلاماً أو حكومة أو أشخاصاً الشعب رفضهم».
لكنه في الوقت نفسه رحب ببيان «الرباعية»، مبدياً استعداده لأي تفاوض يضمن «إنهاء التمرد»، مضيفاً أن الجيش «لن يتراجع عن العهد الذي قطعه مع الشعب. فالرباعية أو غيرها، أو كل من أراد أن يتفاوض معنا بما يصلح حال السودان وينهي هذه الحرب، بصورة تعيد للبلاد كرامتها ووحدتها، وتُبعد عنها كل احتمال للتمزق؛ نحن نمضي معه».
تحرك أمريكي جديد لتهدئة الأزمةو لقاءات غير مباشرة لخصوم السودان في واشنطن
1.7K
