د.نادي شلقامي
في خطوة دبلوماسية بالغة الأهمية تأتي كمحاولة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من جسور الثقة المتهالكة، انطلقت صباح اليوم السبت في العاصمة الماليزية كوالالمبور جولة جديدة وحاسمة من المحادثات بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة والصين. لا تهدف هذه الاجتماعات إلى مجرد تبادل وجهات النظر، بل إلى مهمة أكثر إلحاحاً وتعقيداً: نزع فتيل الأزمة المتصاعدة التي تخيم على العلاقة بين أكبر قوتين اقتصاديتين وعسكريتين في العالم، والتي تهدد استقرار الاقتصاد العالمي بأسره. وتكتسب هذه الجولة أهمية مضاعفة كونها تأتي كإعداد أولي وتمهيد ضروري لعقد قمة وشيكة ومترقبة بين زعيمي البلدين. وبحسب تأكيدات رسمية من وكالة الأنباء الصينية ‘شينخوا’، بدأت الوفود بالاجتماع بالفعل في كوالالمبور، مما يشير إلى وجود إرادة متبادلة -على الأقل ظاهرياً- لترتيب الأوراق وتحديد مسار جديد للعلاقة الثنائية بعيداً عن صراع النفوذ والتوترات التجارية والتكنولوجية التي بلغت ذروتها في السنوات الأخيرة.
وقاد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفينغ الجانب الصيني وانضم إليه نائب وزير التجارة لي تشنغ قانغ ونائب وزير المالية لياو مين وترأس وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الجانب الأميركي، حسب وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم السبت.
ويواجه بيسنت وهي ليفينغ وهو صديق قديم للرئيس الصيني شي جينبينغ مهمة التفاوض على تخفيف الإجراءات التصعيدية الجديدة التي فرضتها الدولتان ضد إحداهما الأخرى.
وسيمهدان الطريق أمام محادثات متوقعة يوم الخميس المقبل بين شي والرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية.
