احترام الكبير وأخلاقنا التي لا تموت

د/ حمدان محمد

حادثة مؤسفة هزت قلوب المصريين جميعا حين أقدم شاب في محافظة السويس على التعدي على رجل كبير في السن دون أي وازع من ضمير أو احترام لعمر أو مكانة أو وقار

مشهد لا يليق بشعب عرف منذ القدم معنى الشهامة والرجولة والأدب والاحترام

ولكن سرعان ما أعاد رجال وزارة الداخلية الثقة في نفوسنا حين تحركوا بسرعة فائقة وتمكنوا من القبض على هذا الشاب في وقت قياسي ليؤكدوا للجميع أن مصر بلد القانون والعدل وأن كرامة الإنسان محفوظة في وطننا الغالي

فتحية تقدير واحترام لوزارة الداخلية ورجالها الأوفياء على هذا الموقف العظيم الذي يعكس يقظة الدولة وحزمها في حماية القيم قبل الأرواح وكل الشكر والتقدير لمعالي وزير الداخلية الذي يقود منظومة أمنية وطنية بكل حزم ووعي وإخلاص وحرص على كرامة المواطن المصري في كل مكان

لقد أثبتت وزارة الداخلية أنها العين الساهرة على أمن الوطن والدرع القوي الذي يحمي المجتمع من أي تجاوز أو انحراف فإن ما حدث يفتح أمامنا بابا كبيرا للحديث عن الأخلاق فليس التعليم ولا المال ولا الشهرة تقيم الإنسان وإنما أخلاقه وسلوكه واحترامه لمن يكبره سنا

الأخلاق ليست زينة في الكلام بل هي حياة تترجم في المواقف واحترام الكبير أحد أعمدة هذه الأخلاق التي تربينا عليها في بيوتنا ومدارسنا ومساجدنا وعلينا أن نعيد من جديد ترسيخ تلك القيم في نفوس أولادنا وأن نعلمهم أن الكبير له مكانته وأن رفع الصوت عليه أو الإساءة إليه جريمة أخلاقية قبل أن تكون قانونية

فمن لا يحترم الكبير اليوم لن يحترم غدا

ومن ضاعت منه الأخلاق ضاع منه كل شيء

اللهم أصلح شبابنا واهد قلوبهم واحفظ بلدنا وأهلها من كل سوء