د.نادي شلقامي
في خطوة استراتيجية تؤكد التزام إمارة دبي بالريادة العالمية في التنمية الحضرية المستدامة، أطلقت بلدية دبي أمس الثلاثاء، خلال فعاليات القمة، “تقرير البلدية الاستباقية: صناعة المستقبل من خلال الإشارات الناشئة”. هذا الإصدار النوعي لا يمثل مجرد وثيقة، بل هو بمثابة خريطة طريق شاملة ومفصلة، تهدف إلى إعادة تعريف جوهر العمل البلدي وتشكيل أطر مبتكرة للتنمية الحضرية.
ويأتي هذا التقرير في سياق سعي دبي الدائم لاستشراف المستقبل، حيث يقدم رؤى معمقة وغير تقليدية حول التحديات والفرص الناشئة التي تواجه المدن الكبرى. كما يركز على تحليل دقيق لـ “الإشارات الناشئة”، وهي المؤشرات الخفية التي تحمل في طياتها ملامح التحولات المستقبلية في مجالات الخدمات، البنية التحتية، الاستدامة، وجودة الحياة.
إن الهدف الأساسي من وراء هذا الجهد البحثي والاستشرافي هو بناء مدن “جاهزة للمستقبل”؛ مدن لا تكتفي بالتكيف مع التغيرات، بل تستبقها وتصنعها. وبإطلاق هذا التقرير، تضع بلدية دبي بين يدي صناع القرار والمخططين الحضريين مجموعة من الأطر المنهجية التي تمكنهم من تطبيق مفاهيم الاستباقية في التخطيط والتنفيذ، لضمان أن تبقى دبي نموذجاً عالمياً للمدن الذكية والمرنة والمزدهرة.
ويعكس إطلاق التقرير القدرات المؤسسية الراسخة والمنظومة الاستراتيجية المتقدمة التي أرستها بلدية دبي في مجال الاستشراف كجزء لا يتجزأ من عملياتها لصناعة المستقبل، وذلك من خلال خطة استشرافية طموحة، وشبكة مؤشرات للرصد المبكر، وقدرات تحليلية متفوقة.
يقدم التقرير إطاراً عملياً لمساعدة البلديات على استباق التغيرات المستقبلية، وتحويل الإشارات الضعيفة إلى فرص، وتوسيع نطاق المشاريع التجريبية الناجحة لتصبح مبادرات شاملة تُحدث أثراً إيجابياً على مستوى المدينة، كما يشكّل خريطة طريق لترسيخ ثقافة الاستشراف ضمن العمل البلدي والأنظمة الحضرية والخدمات التي تقدمها البلدية.
وقال المهندس مروان أحمد بن غليطة، مدير عام بلدية دبي: «يعكس هذا التقرير رؤية قيادتنا الرشيدة في صون المجتمع وتعزيز جودة الحياة اليوم، وجعل معايير المستقبل واقعاً يعيشه الناس. ويوفّر أدوات عملية للبلديات من أجل استباق التغيرات، ودمج تقنيات التكنولوجيا المتقدمة والاستدامة، ووضع رفاهية الإنسان في صميم صنع القرار».
