د.نادي شلقامي
أعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، أن لدى بلاده أدلة تثبت تورط الحكومة الأفغانية في دعم حركة “طالبان باكستان” التي تتخذ من الأراضي الأفغانية ملاذاً آمناً لها. وأشار آصف، في مقابلة مع “العربية إنجليزي”، إلى أن باكستان تواجه “إرهاباً عابراً للحدود” ينطلق من أفغانستان، حيث “نشهد وجود العديد من التنظيمات الإرهابية على الأراضي الأفغانية”.
واستبعد وزير الدفاع الباكستاني اندلاع حرب شاملة مع أفغانستان، موضحاً أن وفد بلاده طالب خلال المفاوضات بضمانات من طالبان للحفاظ على وقف إطلاق النار بين البلدين.
وأضاف خواجة في تصريحاته لـ”العربية”: “أفشلت طالبان المحادثات”، مؤكداً “أنه في حال تعاونت أفغانستان مع الهند، التي خسرت 7 طائرات مقاتلة في المواجهات العسكرية الأخيرة مع باكستان، فإننا سنرد عليهم. السلاح النووي الباكستاني دفاعي، ولا تسعى بلاده للهيمنة بقدراتها النووية”.
وصرح وزير الدفاع الباكستاني بأن بلاده تسعى لإعادة الحياة الطبيعية إلى غزة، وتدعم نزع سلاح حماس، مع التأكيد على ضرورة تلبية مطالب الفلسطينيين، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار في غزة هش وينطوي على مخاطر.
وهدد وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، يوم الأربعاء، بـ”محو” حركة طالبان أفغانستان، عقب إعلان وزير الإعلام فشل محادثات إسطنبول بين إسلام آباد وكابل.
وكتب آصف عبر حسابه على “إكس”: “لا تحتاج باكستان لاستخدام ولو جزءاً بسيطاً من ترسانتها الكاملة للقضاء على نظام طالبان بالكامل ودفع أفراده للاختباء في الكهوف”.
وصرح وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار، في وقت سابق، بأن المحادثات التي تهدف إلى هدنة طويلة الأمد بين أفغانستان وباكستان اختتمت في إسطنبول دون التوصل إلى حل عملي. وأوضح أن الجانب الأفغاني استمر في الانحراف عن القضية الأساسية، متملصاً من النقطة الرئيسية التي انطلقت على أساسها عملية الحوار.
وأضاف: “بدلاً من قبول أي مسؤولية، لجأت حركة طالبان الأفغانية إلى لعبة إلقاء اللوم والتهرب والحيل، وبالتالي، فشل الحوار في التوصل إلى أي حل عملي”.
وكتب وزير الإعلام الباكستاني على حسابه على “إكس”: “سنواصل اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية شعبنا من التهديد الإرهابي، متوعداً بالقضاء على من وصفهم بـ”الإرهابيين” ومخابئهم وشركائهم وداعميهم”.
وكانت المحادثات التي انطلقت في تركيا تهدف إلى التوصل إلى سلام دائم بين الجارتين بعد مقتل عشرات على طول حدودهما في أسوأ أعمال عنف من هذا النوع منذ وصول طالبان للسلطة في كابل عام 2021.
وأفادت مصادر في البلدين أن المحادثات انتهت بعد سجال بين المتفاوضين بشأن هذه القضية. وأوضحت المصادر أن الجانب الأفغاني صرح بأنه لا يسيطر على “طالبان باكستان” التي شنت هجمات على القوات الباكستانية في الأسابيع الماضية. في المقابل، اتهم مصدر أمني باكستاني طالبان بعدم الالتزام بكبح جماح حركة “طالبان باكستان”، والسماح لها بالعمل دون عقاب داخل أفغانستان.
واندلعت اشتباكات بين البلدين الجارين أواخر الشهر الماضي، وتجددت خلال شهر أكتوبر الجاري بعد غارات جوية باكستانية على العاصمة الأفغانية كابل. وردت طالبان بهجمات على مواقع عسكرية باكستانية على طول الحدود الممتدة لمسافة 2600 كيلومتر.
