د. إيمان بشير ابوكيدة
أكد والي جنوب دارفور، بشير مرسال، أنه لا توجد أي مفاوضات أو اتصالات مع قوات الدعم السريع، مشددًا على موقف حكومته الرافض لأي تواصل مع تلك القوات.
وأوضح مرسال أن الجيش السوداني يمتلك القدرة الكاملة على التصدي لأي هجوم قد يستهدف مدينة الأبيض، مطمئنًا السكان بأنه “لا خوف على المدينة”، ومؤكدًا أن القوات المسلحة تعمل على تأمينها بشكل كامل.
تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من الولايات، حيث أفادت مصادر عسكرية بأن الجيش أحكم سيطرته على مدينة الأبيض وعدة قرى محيطة بها في شمال كردفان، مضيفة أن الإمدادات التموينية تتدفق إلى المدينة بشكل طبيعي، مع نفي وجود حركة نزوح كبيرة كما تروّج بعض التقارير.
كما أوضحت المصادر أن الجيش يتقدم نحو مدينة بارا، الواقعة على بعد 40 كيلومتراً شمال الأبيض، والتي ما زالت تحت سيطرة الدعم السريع، مؤكدة أن القوات الحكومية أكملت حصار المدينة. وأضافت أن الطيران العسكري استهدف مواقع تمركز ومخازن أسلحة تابعة للدعم السريع في منطقة أم بادر شمال كردفان، على الحدود الغربية مع دارفور.
وفي الوقت نفسه، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 1200 شخص نزحوا خلال اليومين الماضيين من محليتي بارا وأم روابة، بينما أكدت الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف فروا من شمال كردفان مع تصاعد حدة القتال.
وجاءت موجة النزوح الأخيرة عقب سيطرة الدعم السريع على مدينة بارا الاستراتيجية، وسط تقارير عن انتهاكات واسعة ضد المدنيين، الأمر الذي نفته قوات الدعم السريع، لكنها أقرت بوقوع “بعض التجاوزات الفردية” وأعلنت تشكيل لجان للتحقيق فيها.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، في ما تعتبره الأمم المتحدة “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
