د.نادي شلقامي
في خطوة تؤكد على الأهمية المحورية للتعاون بين القوتين القاريتين، جمهورية مصر العربية وجمهورية جنوب أفريقيا، أجرى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، اليوم، اتصالًا هاتفيًا مطولًا وهامًا مع نظيره، الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا. لم تكن هذه المكالمة مجرد تبادل للتحيات البروتوكولية، بل مثلت منصة للتأكيد على مسار العلاقات الثنائية المتنامية ورسم خارطة طريق لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في ظل التحديات والفرص الإقليمية والدولية الراهنة.
وقد سلطت التصريحات الرسمية الصادرة عن السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، الضوء على الجو الإيجابي والبناء الذي ساد الاتصال. فالمحور الأساسي للمباحثات تمثل في التأكيد المتبادل على عمق العلاقات التاريخية والمتشعبة التي تربط القاهرة وبريتوريا، وهي علاقات تتجاوز البعد الدبلوماسي لتشمل التعاون الاقتصادي، الأمني، والتنسيق السياسي الفعال. أعرب الرئيسان عن ارتياحهما البالغ للتطور الإيجابي والملحوظ الذي تشهده هذه العلاقات في الآونة الأخيرة، وهو تطور يعكس الإرادة السياسية المشتركة لتعظيم الاستفادة من المقومات الهائلة التي يمتلكها البلدان، باعتبارهما بوابتين حيويتين لشمال وجنوب القارة السمراء.
وشدد الزعيمان على ضرورة مواصلة العمل الدؤوب والمشترك لتدعيم أواصر التعاون، مع إيلاء أهمية خاصة للمجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. ففي خضم السعي الأفريقي نحو الاندماج الاقتصادي وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية (AfCFTA)، تُعد الشراكة المصرية-الجنوب أفريقية قاطرة أساسية لدفع عجلة التنمية والتكامل داخل القارة. ولم يقتصر التركيز على البعد الثنائي، بل امتد ليشمل تعزيز آليات التنسيق والتشاور في كافة المحافل الإقليمية والدولية. ويأتي على رأس هذه المحافل الاتحاد الأفريقي، حيث تلعب كل من مصر وجنوب أفريقيا أدوارًا قيادية في صياغة الأجندة الأفريقية للسلام والأمن والتنمية. كما تضمنت أولويات التنسيق منظمة الأمم المتحدة، حيث يسعى البلدان لتوحيد الرؤى الأفريقية تجاه القضايا العالمية الكبرى، إضافة إلى منصة تجمع “بريكس” الذي بات يمثل إطارًا دوليًا واقتصاديًا متعدد الأقطاب ويزداد أهمية على الساحة العالمية.
بهذا الاتصال، تؤكد القيادتان المصرية والجنوب أفريقية على أن الشراكة بينهما ليست خيارًا تكتيكيًا، بل ضرورة استراتيجية لتعزيز الاستقرار الإقليمي، ودفع عجلة التنمية القارية، وضمان تمثيل فاعل وموحد لمصالح القارة الأفريقية على الساحة الدولية.
هل تود أن أركز على نقطة معينة من هذا الاتصال الهاتفي، مثل التعاون الاقتصادي أو التنسيق في بريكس، لتقديم تحليل أعمق؟
السيسي ورامافوزا يتفقان هاتفيًا على دفع التعاون المشترك
582
