د.نادي شلقامي
في خطوة رائدة قد تُعيد تشكيل مستقبل الصناعة الغذائية، أعلن مطعم “ووهو” (Woohoo) في دبي عن إطلاق قائمة طعام كاملة صُممت بواسطة طاهٍ آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي يُدعى “الشيف أيمن”. وتُعد هذه التجربة الأولى من نوعها عالمياً، حيث تعتمد على خوارزميات متقدمة تم تدريبها على آلاف الوصفات والأبحاث العلمية في كيمياء الطعام لتوليد توليفات نكهات مبتكرة غير تقليدية.
تتميز القائمة الجديدة بأطباق غريبة ولافتة، صممها الشيف أيمن بناءً على تحليل دقيق لتفضيلات الزبائن. ومن أبرز هذه الابتكارات طبق “تارتار الديناصور” الغامض، الذي يُقدم بطريقة مسرحية على صحن نابض، وطبق “زبدة الأعشاب البحرية” المصاحبة للحوم الواغيو، والذي يستغل المكونات الطبيعية الغنية بمذاق “الأومامي” لتعزيز النكهة.
تكامل لا استبدال.. “غوردون رامزي المستقبل”
على الرغم من القدرة الخوارزمية الهائلة، أكد أحمد أويتون جاكير، الشريك المؤسس للمطعم، أن العمل ما زال يتطلب إشرافاً دقيقاً من طهاة بشريين لضبط النتائج النهائية، مما يؤكد الطبيعة التكاملية للعلاقة الحالية بين التقنية والمهارة البشرية.
ويعلق جاكير على تجربته بحماس قائلاً: “الذكاء الاصطناعي سيبتكر أطباقاً أفضل من البشر، وربما في المستقبل القريب”، واصفاً الشيف أيمن بأنه “غوردون رامزي المستقبل”.
في المقابل، تثير هذه التجربة جدلاً واسعاً بين كبار الطهاة. فقد رفض الشيف محمد أورفالي، الحائز على نجمة ميشلان، فكرة “الطاهي الآلي” جملة وتفصيلاً، مشدداً على أن “الطهي فن يحتاج إلى نفس وإحساس وذكريات، وهذا ما يفتقده الذكاء الاصطناعي تماماً”.
وتدعم وجهة نظره دراسات أكاديمية تشير إلى صعوبة الأتمتة الكاملة لمهنة الطهاة، حيث صنفتهم دراسة من جامعة أوكسفورد في مراتب متدنية من حيث القابلية للاستبدال الآلي.
تُمثل تجربة مطعم “ووهو” علامة استفهام كبرى في مشهد الطهي العالمي. فبين دقة البيانات الخوارزمية للشيف أيمن واللمسة الإبداعية والخبرة الحسية للطهاة البشر، يبدو أن المستقبل في هذا القطاع يكمن في تحقيق توازن دقيق بين كلا الطرفين.
هل تود أن أبحث لك عن تفاصيل إضافية حول كيفية تطوير “الشيف أيمن”؟
