د.نادي شلقامي
نجحت الإدارة العامة للأدلّة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي في تحقيق إنجاز طبي-أمني نوعي، تمثل في إنقاذ أسرة إماراتية بالكامل من خطر الموت المُبكر، بعدما كشف مركز الجينوم البشري التابع للإدارة عن وجود مرض وراثي نادر يمتد في تاريخ العائلة.
بدأت القضية بتلقي بلاغ بوفاة طفل يبلغ من العمر سبع سنوات، وبعد تأكيد الطب الشرعي أن الوفاة طبيعية، أوصى الفريق المختص بإجراء فحص جينومي دقيق لاشتباههم في وجود عوامل وراثية. وقد كشف هذا الفحص المتقدم عن طفرة جينية خطيرة تُعرّض أفراد الأسرة لخطر الوفاة المبكرة.
وبموافقة الأسرة، تم إجراء الفحص لبقية الأفراد، ليتبين أن الأم وابنتها تحملان الطفرة الجينية ذاتها. وبناءً على نتائج الأدلة الجنائية، جرى التعامل مع حالتيهما طبياً على الفور، حيث يُمكن علاج المرض عند اكتشافه مبكراً، محولاً بذلك مهمة التحقيق الجنائي إلى عملية إنقاذ طبي.
وأكد اللواء الدكتور أحمد ثاني بن غليطة، مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية، أن هذا الإنجاز هو ثمرة الإمكانات المتطورة لمركز الجينوم البشري، الذي يساهم في تعزيز ريادة شرطة دبي العلمية والتقنية عبر توفير فحوص متقدمة في التشريح الجزيئي والطب الوراثي الجنائي. كما أشار اللواء بن غليطة إلى استمرار تطوير الإدارة، مُعلناً عن افتتاح مبنى الأدلة الجنائية الجديد العام المقبل، والذي سيضم تخصصات نوعية مثل التشريح الافتراضي وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
