د.نادي شلقامي
في خطوة نوعية لتعزيز الأمن الغذائي العالمي ومواجهة تحديات التغير المناخي، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن إطلاق منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي لدعم تنمية القطاع الزراعي الدولي. وتأتي هذه المنظومة ثمرة لشراكة استراتيجية مع مؤسسة “غيتس” بقيمة 200 مليون دولار أمريكي، جرى الإعلان عنها خلال مؤتمر الأطراف (COP28).
وتهدف المنظومة إلى إنشاء منصة عالمية رائدة لتوفير حلول الذكاء الاصطناعي للمناطق الزراعية الأكثر تأثراً بتقلبات الطقس، خصوصاً المجتمعات التي تعتمد على صغار المزارعين. وقد حضر مراسم الإطلاق مريم بنت محمد المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، وبيل غيتس، رئيس مؤسسة غيتس، حيث استعرضا كيف سيتم تسخير الأبحاث والقدرات التكنولوجية في أبوظبي لدعم المزارعين عالمياً.
وأكدت مريم المهيري أن الإمارات تقود جهود توظيف الذكاء الاصطناعي لحماية المزارعين حول العالم، مشيرة إلى أن الشراكة مع مؤسسة غيتس ستعمل كمحرك أساسي لتطوير أدوات زراعية ذكية تدعم ملايين المزارعين لمواجهة الأحوال الجوية غير المتوقعة.
من جانبه، أشاد بيل غيتس بقيادة الإمارات، مؤكداً أن المنظومة ستوفر حلولاً عملية قائمة على البيانات للمزارعين من أصحاب الأراضي الصغيرة، الذين يُعدّون الأكثر تضرراً من آثار التغير المناخي.
تعتمد هذه المبادرة على نظام تعاوني يضم مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة نيويورك أبوظبي، وشركة ai71، إلى جانب شركاء دوليين مثل مؤسسة غيتس والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR).
وتشمل المنظومة ثلاث مبادرات رئيسية هي: مركز الذكاء الاصطناعي التابع للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR)، ومعهد الزراعة والذكاء الاصطناعي (IAAI) الذي يتخذ من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مقراً له، بالإضافة إلى نموذج AgriLLM الجديد، وهو نموذج لغوي مفتوح المصدر تم تطويره محلياً في أبوظبي لتوفير إرشادات مخصصة للمزارعين. كما تشتمل على مبادرة آلية التوسع في الابتكار الزراعي (AIM for Scale) التي تهدف إلى توفير توقعات طقس مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونجحت في الوصول إلى 38 مليون مزارع في الهند عام 2025، مع هدف للوصول إلى 100 مليون مزارع بحلول عام 2030.
