أماني إمام
شهدت الدراما السعودية خلال عام 2025، الذي يقترب من نهايته، حضورًا نسائيًا قويًا ولافتًا، حيث نجحت مجموعة من النجمات السعوديات في فرض أسمائهن بقوة عبر أعمال درامية متعددة، قدمن من خلالها شخصيات مختلفة عكست تنوعًا في الأداء وعمقًا إنسانيًا لافتًا، مؤكدات تطور المشهد الدرامي المحلي.
برزت الفنانة عائشة كاي كواحدة من أكثر النجمات حضورًا هذا العام، بعد مشاركتها في أربعة أعمال درامية تنقلت فيها بين أنماط فنية مختلفة. ففي مسلسل «شارع الأعشى» أعادت المشاهد إلى أجواء السبعينيات من خلال شخصية «أم إبراهيم»، التي وصفتها بأنها تجربة إنسانية قريبة من قلبها، لما حملته من ذكريات خاصة. كما خاضت تجربة الفانتازيا الكوميدية في «عايشين معانا» مجسدة شخصية تنتمي لعالم الجن، قبل أن تظهر بثوب الأم الصارمة في المسلسل الاجتماعي الكوميدي «حمود وأبوه». واختتمت حضورها اللافت بدور مؤثر في مسلسل «المرسى» بشخصية «خولة»، التي جسدت نموذج المرأة الصابرة المتمسكة بالأمل رغم قسوة الغياب.
من جانبها، واصلت الفنانة ريم الحبيب تأكيد مكانتها الفنية من خلال مشاركات متنوعة، أبرزها في مسلسل «عمتي نوير» الذي عُرض في موسم رمضان، وناقش صراعات عائلية حول المال والسلطة في قالب درامي مشوق. كما قدمت أداءً قويًا في مسلسل «الضارية» بشخصية «مريم»، المرأة الريفية التي تواجه صراعًا قاسيًا بين الثأر وحماية أبنائها، لتترك بصمة واضحة في أحداث العمل.
أما الفنانة إلهام علي، فوصفت تجربتها في مسلسل «شارع الأعشى» بأنها من أهم محطات مسيرتها الفنية، مؤكدة أنها عاشت تفاصيل الشخصية بكل صدق، لا سيما في تجسيدها لشخصية «وضحى». ورغم عدم تفضيلها للأجزاء المتعددة، أعلنت مشاركتها في الجزء الثاني من العمل، متأثرة بقوة النص وتطور الأحداث.
وفي سياق متصل، لفتت الفنانة العنود سعود الأنظار من خلال دورها في مسلسل «أمي»، حيث جسدت شخصية المعلمة «مريم» التي تحاول حماية طفلة من العنف الأسري. وتميز أداؤها بالصدق والبساطة، ما جعل الشخصية قريبة من الجمهور، وأكد قدرتها على تقديم أدوار إنسانية مؤثرة.
واختتمت الفنانة ميلا الزهراني عام 2025 بحضور نوعي مدروس، مقدمة مجموعة من الأدوار العميقة. ففي مسلسل «فضة» جسدت شخصية فتاة تعاني من القسوة والظلم داخل أسرتها، بينما قدمت في «عبر الأثير» شخصية مذيعة تخفي صراعات داخلية خلف حضورها الواثق. كما ظهرت بوجه مختلف في مسلسل «المرسى» من خلال شخصية «نوال»، التي اتسمت بتعقيد نفسي وملامح إنسانية داكنة، مؤكدة شغفها بخوض أدوار أكثر جرأة وتنوعًا.
ويعكس هذا الحضور النسائي اللافت في الدراما السعودية خلال 2025 مرحلة جديدة من النضج الفني، حيث استطاعت النجمات تقديم تجارب ثرية أسهمت في إثراء المشهد الدرامي وتعزيز حضوره عربيًا.
