د. إيمان بشير ابوكبدة
نفت مصادر مقرّبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو صحة ما تردد عن مخاوفه من تصاعد الحضور السياسي للنائبة تالي غوتليب، أو اعتباره أنها تُلحق ضرراً انتخابياً بالحزب، مؤكدة أن ما نُشر في هذا السياق يفتقر إلى الدقة ولا يستند إلى وقائع حقيقية.
وأوضحت المصادر أن نتنياهو أبدى استياءه من تسريب معلومات نُسبت إليه دون أساس، مشددة على أنه لم يُدلِ بأي تصريحات تشير إلى وجود نقاش داخلي حول «التعامل» مع غوتليب أو الحد من دورها السياسي داخل الحزب.
وجاء هذا النفي عقب تقرير إعلامي زعم أن نتنياهو قال، خلال حديث مغلق، إن حزب الليكود يخسر مقاعد انتخابية بسبب أنشطة غوتليب، وأن هذا الأمر طُرح للنقاش داخل أروقة الحزب. غير أن المقربين من رئيس الوزراء أكدوا أن مثل هذا الحديث لم يحدث، وأن نتنياهو لم يعتبر في أي وقت أن غوتليب تشكل عبئاً سياسياً أو انتخابياً.
في المقابل، تشير مصادر داخل حزب الليكود إلى أن اقتراب موعد الانتخابات المقبلة يفتح باب نقاش داخلي واسع حول شكل القائمة الحزبية المقبلة، والصورة العامة التي يسعى الحزب إلى تقديمها للناخبين، في إطار سعيه لتشكيل قائمة قوية ومتماسكة. وأكدت هذه المصادر أن النقاش المطروح عام ولا يستهدف شخصيات بعينها.
وبحسب المصادر نفسها، فإن نتنياهو لم يقم بأي تحركات شخصية ضد غوتليب، ولم تُعقد اجتماعات تهدف إلى إضعاف مكانتها أو تقليص نفوذها داخل الحزب. واعتبر أحد المقربين منه أن ما جرى تداوله «محاولة لخلق جدل إعلامي غير مبرر وتشويه للواقع السياسي داخل الليكود».
وكانت النائبة تالي غوتليب قد أدلت، أمس، بمقابلة إذاعية تناولت خلالها قضايا أمنية وسياسية، من بينها التهديدات الإيرانية، وسياسة الردع الإسرائيلية، والاستعداد للجبهة الداخلية، إلى جانب انتقاداتها الحادة للنظام القضائي والمستشار القانوني للحكومة. غير أن تصريحاتها المتعلقة بمكانتها داخل حزب الليكود كانت الأكثر إثارة للجدل.
وأكدت غوتليب في المقابلة أن رئيس الوزراء عبّر عن تقديره لها، واصفة موقفه منها بالإيجابي، كما شددت على أن التيار اليميني في إسرائيل يطالب بقيادة قوية وقادرة على إدارة الصراع السياسي. واختتمت حديثها بهجوم لاذع على المستشار القانوني للحكومة، متهمة إياه بعرقلة الإجراءات القانونية، في تصريحات أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية.
