إنذارات الموت في غزة: المدنيون بين القصف والتهجير

د/حمدان محمد
في مشهد يتكرر باستمرار في قطاع غزة، أصدرت القوات الإسرائيلية إنذارًا أخيرًا لسكان منطقتي بيت لاهيا وبيت حانون، محذرة من غارة جوية وشيكة، وداعية الأهالي إلى الانتقال غربًا نحو مراكز الإيواء. الإنذار، الذي حمل لهجة التحذير المعتادة، زعم أن الفصائل الفلسطينية تطلق القذائف من داخل الأحياء السكنية، مبررًا بذلك استهداف المنطقة رغم تواجد آلاف المدنيين فيها.
وأمام هذه الإنذارات، يجد سكان غزة أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مرّ: البقاء في منازلهم وتعريض حياتهم وحياة أسرهم للخطر، أو النزوح نحو مراكز إيواء مكتظة تعاني من نقص في الموارد الأساسية. ومع استمرار التصعيد، تحولت هذه الملاجئ المؤقتة إلى مشاهد مأساوية تتجسد فيها المعاناة الإنسانية بأقسى صورها.
وأن التحذيرات الإسرائيلية ليست بجديدة، إذ تكررت خلال جولات التصعيد السابقة، لكنها لم تمنع سقوط الضحايا بين المدنيين. ورغم أن الجيش الإسرائيلي يدّعي منح السكان فرصة للنجاة، إلا أن الواقع يؤكد أن القصف لا يفرق بين أهدافه، مخلفًا الدمار في كل مكان يحل فيه.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى سكان غزة في حالة من الترقب والقلق، بين خوف من الغارات وبين معاناة النزوح، بينما تظل التساؤلات حول مستقبل القطاع بلا إجابات، في انتظار نهاية لمأساة مستمرة منذ سنوات.