الجراد الصحراوي يهدد الأراضي الليبية هذا الصيف

د. إيمان بشير ابوكبدة
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» من استمرار تكاثر الجراد الصحراوي خلال فصل الربيع في شمال غرب أفريقيا، وخاصة في غرب ليبيا ووسط الجزائر، وكذلك في المغرب وجنوب تونس، في حين ترجح تشكل مجموعات جديدة من الحشرات البالغة والأسراب في منتصف مايو.
وقد حددت مناطق انتشار مجموعات الجراد البالغ في ليبيا خلال شهر مارس وهي المناطق المروية في الجنوب الشرقي بالقرب من الكفرة وتازربو، وفي الشمال بالقرب من بني وليد، وفي الوسط بالقرب من زلة، وسبها والشرارة؛ حيث جرى الإبلاغ أيضًا عن سرب صغير ناضج.
ونبهت المنظمة إلى ظهور مجموعة صغيرة في نهاية الشهر جنوب سبها، وفي الجنوب الغربي، جرى الإبلاغ عن عدد قليل من الأسراب مع وضع بيضها في أماكن مختلفة شمال غات، وأيضًا بالقرب من نالوت وغدامس.
وقد عالجت الجهات المختصة خلال عمليات مكافحة الجراد الصحراوي 1247 هكتارًا، لكن «فاو» تتوقع استمرار وصول مجموعات البالغين والأسراب الصغيرة من الجنوب الليبي. وبينما سيستمر التكاثر الربيعي بالقرب من المناطق المروية وفي المواقع التي تلقت أمطارًا في فبراير ومارس قد تستمر الأسراب في الظهور في أبريل لتكون جاهزة للتحليق في النهاية بحلول منتصف مايو.
وأشارت المنظمة إلى ضرورة تنفيذ عمليات مكافحة عاجلة، للحد من انتشار الجراد وتجنب أضرار جسيمة على المحاصيل الزراعية، خاصة مع استمرار موسم التكاثر خلال الأسابيع المقبلة.
وتعاني مدن في الجنوب الليبي، من بينها غات وزويلة ووادي عتبة، انتشار الجراد الصحراوي وسط الحاجة إلى سيارات الدفع الرباعي وآلات الرش والمبيدات، باعتبار أن المنطقة المصابة هي منطقة صحراوية، ويصعب التنقل فيها بالسيارات العادية.
وفي منتصف مارس، حذر المستشار باللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي حسين البريكي من تهديد متزايد جراء انتشار الجراد الصحراوي في العديد من المناطق الليبية، وسط تحديات كبيرة تتمثل في ضعف الإمكانات اللوجستية والمادية.
وعدّت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» الجراد الصحراوي من أخطر الآفات التي تهدد الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي عالميًا، إذ يمكن لسرب واحد يمتد على كيلومتر مربع أن يضم ما يصل إلى 80 مليون جرادة، قادرة على استهلاك كمية من الغذاء يوميًا تعادل ما يستهلكه 35 ألف شخص.