ارحموا من في الأرض… حتى الحيوانات تتألم

أحمد حسنى القاضى الأنصارى
في هذا الزمن الذي كثرت فيه مظاهر القسوة، نلاحظ كيف نزعت الرحمة من بعض القلوب، فأصبح تعذيب الحيوانات وضربها أمرًا معتادًا لا يُستنكر. وكأنها لا تشعر، ولا تتألم.
لكن الحقيقة أن الحيوانات مخلوقات تشعر كما نشعر، وتتألم كما نتألم، وقد كرّمها الله بذكرها في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، مثل النحل، والنمل، والكلب، والحمار، وغيرها. وكل نوع له دور في التوازن البيئي والحكمة الإلهية في الخلق.
نرى البعض يضرب الحمار ليُسرع في السير، غير مدرك أن هذا الكائن قد يتحمل أوجاعًا تفوق ما يقدر الإنسان نفسه على تحمله. وكذلك من يسيء إلى قطة أو كلب، دون أن يلتفت إلى أن هذه الكائنات تبادلك المشاعر، وتفهم الحنان، وربما تمنح وفاءً يفوق وفاء بعض البشر.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “في كل كبدٍ رطبة أجر”، فحتى سقي الماء لحيوان عطشان، قد يكون سببًا في رحمة الله بك.
الرحمة مقياس الإنسانية
ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء. كن رحيماً، فربما كان دعاء من مخلوق ضعيف سببًا في نجاتك يوم القيامة.