بقلم/ سمرفاروق
ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى ” متفق عليه
سبحان الله هذا الحديث يحكي واقع كثير من الناس في صلاتهم وما يعتريهم من وسوسة الشيطان الرجيم ؛ فهذا العدو يحرص على إغواء بني آدم كما قال تعالى : {إنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إنَّما يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِن أصْحابِ السَّعِيرِ} فمن عداوته أن يجعل العبادة ثقيلة على الإنسان، وإذا جاهد نفسه وأدىها سعى لأفسادها بالوسوسة وتذكيره بما يشغله عنها!
ومن المعلوم أن الخشوع في الصلاة هو روحها كما سبحانه : { قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ } فلا تحصل ثمرة الصلاة إلا بالخشوع فيها؛ بل مناط الأجر والثواب مرتبط أيضا بالخشوع وحضور القلب كما جاء في الحديث: ” إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا “. أخرجه أحمد
لذا قال العلماء:” ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت فيها” يعني من حيث الثواب والأجر وربما يخرج منها وليس له أي ثواب غير سقوط الفرض عنه.
وهذا يدفعنا للبحث عن أسباب الخشوع ودفع وسوسة الشيطان الرجيم، وهناك أسباب كثيرة، لكن من أهمها ثلاثة أمور
أحدها: قبل الصلاة، والثاني: عند الصلاة، والثالث: أثناء الصلاة.
فالأول : إنهاء ما يُشغلك عنها بحيث تفرغ نفسك من المشاغل والأعمال فتُؤدي صلاتك وأنت فارغ الذهن مما يُشغلك عنها.
الثاني : الأخذ بهذه الوصية النافعة فقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : عِظْنِي وَأَوْجِزْ. فَقَالَ : ” إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ” أخرجه أحمد في مسنده
والثالث: التأمل والتفكر بما تقرأ في صلاتك من آيات وأذكار، وأيضا تنويع في الأذكار المأثورة حسب ما جاء في السنة الصحيحة