د/ حمدان محمد
انتشر في الساعات الأخيرة مقطع فيديو لسيدة وابنتها أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث جلستا تتحدثان باستهزاء وسخرية عن شاب تقدم لخطبة الابنة ليس بسبب أخلاقه أو دينه بل لأنه يملك تجارة بسيطة ووالده يقود سيارة قديمة والمشكلة الحقيقية هنا ليست في الشاب ولا في والده بل في الأسلوب المتعجرف الذي اتسمت به الأم وابنتها فقد تحول الحديث إلى سخرية وتنمر على الناس وكأن قيمة الإنسان تقاس بما يملك من سيارة أو مال لا بما يحمله من خلق ودين
ومن المؤسف أن السيدة التي ظهرت في المقطع كانت ترتدي النقاب والنقاب في ذاته رمز للستر والالتزام ولا ذنب له فيما بدر منها من قلة أدب أو سوء تربية فالنقاب عبادة عظيمة لكن من يرتديه دون التمسك بأخلاق الدين يسيء لنفسه لا للزي الذي يرتديه
والمعيار الحقيقي لتقييم الناس
كما جاء في القرآن والسنة هو التقوى وحسن الخلق قال الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم )الحجرات 13
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا )رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )رواه الإمام أحمد وصححه الألباني
فالأدب والرحمة والاحترام هي التي ترفع من قدر الإنسان لا المظاهر ولا ما يملكه من متاع الدنيا وأن الذي يختبئ خلف المظهر الخارجي دون أن يتحلى بأدب الكلام وأخلاق التعامل هو في الحقيقة يفضح نفسه أمام الجميع أما الدين فلا يقاس بملابس ولا بشعارات بل يقاس بالسلوك والرحمة واحترام الآخرين
فالقيمة الحقيقية لأي إنسان هي في تربيته وأدبه أما المظاهر فقد تخدع البعض وقتا قصيرا لكنها لا تصمد طويلا أمام الواقع والناس تفرق جيدا بين من يحترم نفسه والآخرين وبين من يعيش ليستهزئ ويسخر ورسالة إلى شبابنا لا تجعلوا من مثل هذه النماذج معيارا فالقيمة الحقيقية لكم في دينكم وأدبكم واحترامكم لأنفسكم ولغيركم فأنتم بمكارم الأخلاق تصنعون مستقبلكم وترفعون قدركم عند الله وبين الناس.