مقالات

اليوم الثالث من الصيام… التخمة النهاية الحتمية لكل خطط سي السيد الإصلاحية!

السيد عيد

في اليوم الأول من رمضان، كان سي السيد ممتلئًا بالحماس والعزيمة، أعلنها بصوت جهوري أمام أمينة:

“السنة دي الصيام مختلف… صبر، هدوء، وروحانيات!”

في اليوم الثاني، بدأ يدرك أن “الروحانيات” لا تمنع المعدة من إصدار احتجاجات رسمية، ومع ذلك، قاوم بشرف.

أما اليوم الثالث؟ فالوضع خرج عن السيطرة تمامًا!

استيقظ سي السيد متأخرًا قليلًا عن المعتاد، لكنه شعر أن جسده قد دخل في وضع “توفير الطاقة”، حيث أصبحت جميع حركاته بطيئة وكأنه يعيش تحت الماء. مشى إلى الحمام وكأنه يعاني من الجاذبية القوية للمشتري، ثم نظر في المرآة وقال لنفسه بحزن:

“يا ابن الناس… ده أنت كنت بني آدم من يومين!”

ذهب إلى العمل محاولًا الحفاظ على ما تبقى من كرامته، لكنه اكتشف أن مخزون صبره قد نفد رسميًا. فزميله محمود قرر أن يبدأ حديث اليوم عن أهمية السوائل في الجسم، وزميله أحمد فتح نقاشًا علميًا عن فوائد شرب الماء كل ساعتين، بينما مديرة المكتب دخلت وهي تمضغ علكة بنشاط مشبوه!

نظر إليهم سي السيد بعينين شبه مغلقتين، وكأنه في حلم غير مرغوب فيه، ثم قال بصوت خافت:

“حد يتكلم عن الأكل تاني وأنا صايم… أقسم بالله هشربه كباية ميّة غصب عنه!”

مع اقتراب موعد الإفطار، عاد إلى المنزل في حالة من “الخمول المتقدم”، ووجد أمينة بكل نشاطها المعتاد وهي تطهو الطعام بسعادة مفرطة. حاول الحفاظ على أعصابه، لكن المطبخ كان يعج بروائح تحطم أي مقاومة!

بعد خمس دقائق فقط، بدأ في تقديم اقتراحات غير قانونية:

1. “أمينة، لو دوقت لقمة علشان أتأكد إن الملح مضبوط، ده يعتبر فطر؟”

2. “هو إحنا ليه مستنين الأذان؟ يعني مش ممكن نبدأ بالتمور كإحماء؟!”

3. “إيه رأيك نخلي الفطار بدري النهارده، ونتعشى بعد الأذان؟ مجرد فكرة!”

لكن أمينة لم ترد، فقط نظرت إليه كما ينظر المدرب إلى لاعب منهار في الدقيقة 90!

وأخيرًا… أذّن المغرب! قفز سي السيد على السفرة وكأنه متسابق أوليمبي، ابتلع التمر والماء بسرعة صاروخية، ثم بدأ في تدمير الطعام بطريقة غير إنسانية، وكأن هذه آخر وجبة في حياته!

بعد دقائق، جاءت اللحظة المنتظرة… التخمة! حيث تمدد على الكرسي مثل “ديك رومي محشي”، ثم نظر إلى أمينة وقال بصوت منهك:

“أنا مش بني آدم… أنا شيء آخر… شيء لا يصلح للحركة!”

لكن رغم ذلك، وبكل وقاحة، نظر إلى السفرة وهمس:

“طب والله شكل الكنافة مغري… ممكن آخد لقمة صغيرة؟”

وهكذا، اكتشفت أمينة حقيقة لا مفر منها: مهما قال سي السيد عن التحكم في الأكل، ومهما وعد بتنظيم الإفطار، فإن المشهد نفسه سيتكرر غدًا… وبعد غد… وطوال الشهر الكريم!

يعيش سي السيد في رمضان كما يعيش بعض السياسيين في فترة الانتخابات… في البداية، يطلق الوعود الرنانة: “هذا العام سيكون مختلفًا! سنحقق الانضباط، ونمنع الفوضى الغذائية!” لكن مع أول اختبار حقيقي، تنهار المبادئ، ويبدأ في تقديم التنازلات… “لقمة صغيرة لن تؤثر، مجرد تذوق، إنها خطوة استباقية للإفطار!”

ومع اقتراب موعد الإفطار، يصبح كأي سياسي محاصر بالأزمات، يتخبط في قرارات غير مدروسة، ويقدم حلولًا مستحيلة، مثل تأجيل موعد الأذان فقط لتخفيف المعاناة!

وعندما يحين الإفطار، يندفع كما تندفع الحكومات في مشروعات عملاقة دون تخطيط… النتيجة؟ تخمة اقتصادية وانهيار في الموارد الذاتية!

وبعدها، تأتي مرحلة التصريحات التبريرية: “غدًا سأكون أكثر حزمًا! لا مزيد من التخبط!” لكن الجميع يعلم أن السيناريو سيتكرر بنفس الطريقة… طوال الشهر الكريم، تمامًا كما تتكرر وعود الإصلاح دون تنفيذ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى