الأدب

وتحدّثَ القمرُ عنكِ…

بقلم: السيد عيد 

في ليلةٍ ناعسةٍ فوق شُرفة الحنين، جلستُ أُحادث القمر. سألته عنكِ، فأطرقَ خجلًا، وقال:

“هي التي علمتني كيف أضيء!”

كنتِ تَجْلُسين هناك، في طرف الذاكرة، بثوبكِ الأبيض، تقرئين قصيدةً عن العشاق الذين لا ينامون.

كنتِ تُقلبين صفحات الدفتر كما تُقلبين أيامي،

بأنامل خفيفةٍ لا تُحدث ضجيجًا، لكنها تُغيّر كلّ شيء.

هل تذكرين أول مرة التقينا؟

لم تكن أغنية فيروز قد بدأت بعد،

لكن نبض قلبي سبقها بلحنٍ أعرفه جيدًا…

لحنٌ اسمه “أنتِ”.

كلّ مساء، أتذكركِ، لا كحدثٍ مضى، بل كحياةٍ ما زالت تمضي داخلي.

كلّ نبضة في قلبي تنطق باسمك،

وكلّ نسمةٍ تمرّ بي تسألني:

“أمَا زلتَ تُحبُّها؟”

فأبتسم، وأقول:

“أنا لا أُحبّها… أنا أتنفّسُها.”

أخبريني، كيف يُمكن للغياب أن يكون دافئًا هكذا؟

وكيف لصورتكِ أن تظلّ طازجةً في ذاكرتي،

كأنّكِ لا تزالين جالسةً على الكرسي المقابل،

تشربين قهوتكِ بنصف ابتسامة،

وتُصلحين شَعركِ بنصف انشغال،

وتُحطّمينني بكامل الحضور؟

يا أنثى المطر…

كُنتِ غيمةً مرتْ، فأنبتتْ في قلبي وردًا لا يذبل.

وإن سألوني يومًا: “من كانت؟”

سأُشيرُ إلى السماء، وأقول:

“كانت نجمةً… اختارت أن تسكنَ روحي.”

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى