كتبت نجده محمد رضا
في زمنٍ تتقاذف فيه القلوب بين الضعف والإغواء، يظل الزوج الصالح كالنور الثابت في عتمة الفتن، لا تميله الرياح ولا تغريه الكلمات المزيفة هو رجلٌ يعرف قيمة بيته، وقدسية زوجته، وبراءة أولاده، فيحميهم جميعًا كما يحمي القلب نبضه.
ذلك الرجل لا تفتنه امرأة لعوب تبتسم لتخرب، أو تهمس لتفرق. لأنه يعلم أن الخيانة ليست في الفعل فقط، بل في التفكير، في النظرة، في السماح لغير زوجته أن تقترب من مساحاته الخاصة.
الزوج الصالح ليس ملاكًا، بل بشرٌ يعرف أن الحب مسؤولية، وأن الرجولة ليست في التعدد ولا في المغامرة، بل في الوفاء، والاحتواء، والقدرة على مقاومة الإغراء.
هو رجل يكتفي بامرأته، يرى فيها الوطن والأمان، وفي أولاده امتدادًا لحلمه.
وفي كل مرة تحاول امرأة خبيثة أن تقترب من استقراره، يردها بحكمةٍ وكرامةٍ وهدوء، لأن قلبه لا يعرف الخيانة، ولأن عهده مع زوجته أقوى من كل الكلمات الفارغة.
إنه الرجل الذي لا يرفع صوته على من يحب، ولا ينسى فضل من شاركته الحياة في السراء والضراء.
هو العاشق الحقيقي، لا يظهر حبه في العلن بحثًا عن الإعجاب، بل يعيشه في صمتٍ مقدّس داخل بيته.
ذلك هو الزوج الذي تبنى به الأوطان، وتستقر به البيوت، وتُربّى على يديه أجيال تعرف معنى الإخلاص والرحمة.
فكم نحتاج في هذا العصر إلى مثل هؤلاء الرجال، الذين لا تشتريهم الكلمات ولا تبيعهم المظاهر، بل تملكهم القلوب الصادقة وحدها.
