د. إيمان بشير ابوكبدة
جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاهتمام بواحد من أكثر ألغاز الطيران غموضاً في التاريخ، وذلك بعد دعوته الصريحة للحكومة الفيدرالية لرفع السرية عن جميع الملفات المتعلقة باختفاء الطيارة الأمريكية الرائدة أميليا إيرهارت في عام 1937. القرار يثير آمال المؤرخين والجمهور العريض في كشف أي معلومة جديدة قد تحل لغز اختفاء أول امرأة حاولت الدوران حول العالم بطائرة.
اللغز الذي أسر الملايين
كانت أميليا إيرهارت تحاول أن تصبح أول امرأة تحلق حول العالم عندما اختفت طائرتها “لوكهيد 10-إي إلكترا” برفقة الملاح فريد نونان فوق المحيط الهادئ بالقرب من جزيرة هاولاند. إيرهارت، التي سبق لها أن أصبحت أول امرأة تطير بمفردها عبر المحيط الأطلسي في عام 1932، قطعت ما يقرب من ثلاثة أرباع طريقها قبل أن يحيط الغموض بمصيرها.
ترمب، الذي قال إنه كثيراً ما سُئل عن قصة إيرهارت، أكد في منشور على “تروث سوشيال” أن قصة اختفائها “أسرت ملايين الناس”. وبالفعل، لا يزال مصيرها غامضاً يثير العديد من النظريات:
النظرية الرسمية (الأكثر ترجيحاً): نفاد الوقود وتحطم الطائرة في المحيط الهادئ، وهو ما أيّده تقرير البحرية الأمريكية.
نظريات بديلة: تشمل احتمالات الهبوط الاضطراري في مواقع أخرى، أو حتى مزاعم أكثر غموضاً مثل القيام بمهام تجسس والتعرض للسجن، أو حتى العيش في هدوء تحت هوية جديدة.
خطوة “مُرحّب بها” للمؤرخين
في حين أن الأرشيف الوطني الأمريكي يضم بالفعل مجموعة كبيرة من المواد المتاحة للجمهور حول إيرهارت – بما في ذلك سجلات البحث الذي كلف آنذاك أكثر من 4 ملايين دولار – فإن الرئيس يسعى للكشف عن أي ملفات إضافية لا تزال قيد السرية لدى الوكالات الفيدرالية.
رحّبت مديرة متحف أميليا إيرهارت هانجار، ميندي لوف بندرجرافت، بالقرار، معتبرة أنه “إجراء مُرحب به بالنسبة للمؤرخين ومحبي إيرهارت” إذا كانت الملفات ستسلط أي ضوء جديد على مصير الطيارة ورفيقها. كما أشارت إلى أن هذا القرار قد يسهم في “تركيز المزيد من الاهتمام على إنجازات إيرهارت العديدة داخل وخارج مجال الطيران”.
