د.نادي شلقامي
إجتاحت موجة من الفيضانات العارمة ما لا يقل عن ست ولايات، تاركةً وراءها دماراً واسعاً. لم تكن هذه مجرد فيضانات موسمية؛ بل كانت كارثة ناجمة عن تضافر عوامل غير مسبوقة: ارتفاع قياسي في مناسيب نهر النيل لم تشهده المنطقة منذ سنوات طويلة، وامتلاء السدود إلى مستويات قصوى بسبب الأمطار الغزيرة غير المعهودة، مدعومةً بتدفق كميات ضخمة وغير مسبوقة من المياه من سد النهضة. لقد تحولت الأنهار إلى كتل مائية جامحة، متجاوزةً كل التوقعات والقياسات السابقة.
وغمرت المياه مساحات من الأراضي الزراعية والمباني السكنية، كما تسربت بمستويات تصل إلى نصف متر في عدد من المدن والبلدات الواقعة على ضفاف النيل، فيما لا تزال المخاوف ماثلة من وقوع أضرار بشرية ومادية كبيرة في كثير من ولايات البلاد.وكررت الإدارة العامة لشؤون المياه التابعة لوزارة الزراعة والري، في بيان صحافي اليوم الثلاثاء، تحذيراتها بشأن الخطر الذي يشكله ارتفاع مناسيب المياه على المواطنين القاطنين على طول الشريط النيلي، ودعت إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أرواحهم وممتلكاتهم.وأشار البيان بأن مناسيب المياه بلغت حد الفيضان في المحطات الرئيسية بالبلاد في الخرطوم، ومدني، وشندي، وعطبرة، وبربر، وجبل أولياء نهر النيل الأزرق في الخرطوم، ونهر النيل، والنيل الأبيض، ونهر النيل في دنقلا.
