كتبت ـ مها سمير
أعلنت مصادر سياسية تركية، في الأيام الأخيرة، أن الرئيس رجب طيب أردوغان أبدى موافقة مشروطة على إرسال وفد برلماني من حزب “المساواة والديمقراطية” (DEM) الكردي لزيارة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في سجن جزيرة إمرالي، ما يُعد خطوة غير اعتيادية في المسار السياسي لعقد السلام.
وقال موقع Kurdistan24 إن اللجنة البرلمانية — التي تضم نواب من DEM وهم برفين بولدان، ميثات سانجار، وفيسال أوزغور إيرول — تخطط للقيام بزيارة إلى إمرالي لنقل نتائج محادثات سابقة أجرتها مع أردوغان، بالإضافة إلى بحث سبل التقدّم في عملية السلام.
جاء هذا القرار بعد اجتماع جمع وفد DEM مع أردوغان في 30 أكتوبر 2025، في العاصمة أنقرة.
من جهته، عبّر أوجلان عن توقعات كبيرة تجاه تلك اللجنة، معتبرًا أن إنشاء لجنة برلمانية لتسيير الحوار يمكن أن “يسهم بشكل مهم في برنامجه للسلام والديمقراطية.”
كما أفادت تقارير أن أوجلان قال، عبر وسطاء، إنه مستعد للدخول في مشاورات سياسية “ديمقراطية” مع هذه اللجنة، شريطة أن تتحقق أولاً زيارة حقيقية من النواب إلى سجنه.
من جهة أخرى، لم تتغير بالكامل أجواء العزلة حوله؛ إذ تشير تقارير إعلامية إلى أن الزيارات ما زالت مقيدة، وأن العديد من طلبات اللقاء من عائلته ومحاميه قيد الانتظار.
ومع ذلك، فقد سبق أن تمت مؤخراً زيارة من بعض النواب الكرد من DEM إلى إمرالي، في خطوة نادرة منذ سنوات.
هذا التحرك يأتي في سياق تحوّل سياسي أوسع، بعد أن دعا أوجلان في مطلع 2025 مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى “حلّ السلاح” وانهاء العمل المسلح، في إشارة إلى رغبة جديدة في عقد سلام دائم.
ويُنظر إلى هذه الخطوة كفرصة نادرة بعد سنوات من الصراع، خاصة مع الدور المحوري الذي يُمكن أن تلعبه لجنة برلمانية موثوقة في إعادة إطلاق مبادرات الحوار.
