تعلمت أن اكتم شكواي داخلي

د.ابراهيم عوض
تعلّمتُ أن أكتمَ شكواى داخلي، لا لشيءٍ إلا لأنني تعلّمتُ أن الناس أربعة أصناف :
الأول: لا يهتم.
الثاني: لا يعرف ماذا يقول.
الثالث: يسعد لألمك
الرابع: يتألم لألمك وهو يوشك على الانقراض.
عش ضعفك كاملاً أمام الله، ثم اخرج لهم بكامل قوتك.
( المصدر غير معلوم).
أقول:حين تشكو إلى الناس فلن تنال إلا مشاعر التعاطف ونظرات الشفقة ، ولكنكك حين تشكو إلى الله ترجع مجبوراً.
استعمل مع ربك أخلاق الأطفال، فإن الطفل إذا أراد شيئاً بكى حتى أخذه ، والله يحب أن يُسأل.
وفي الأثر : أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام : أن يا موسى سلني مِلح عجينتك ، وعلف دابتك ، وشراك نعلك.
تعلمت: بأي شي سوف نتباهی؟
بالمنصب؟
أبدا والله، سيزول عنك المنصب يوما ما.
بالصحة؟
هذه أيضا ستزول عنك يوما ما، وربما حتى في عز شبابك.
أجيبك أنا عن هذا السؤال، ولك مطلق الحرية أن تضيف إجابات أخرى من عندك بشرط أن ترى أنها لا تتعرض للزوال أبدا.
إجابتي لك أن تتفاخر بأخلاقك وحسن معاملتك للناس،وبضميرك في العمل، وقِيمك، ومبادئك، وسيرتك الناصعة الباقية من بعدك.
بعمل واحد ترتفع عند الناس، والأهم من ذلك أن ترتفع عند رب الناس.
لايوجد شعور أفضل من أنك لم تظلِمْ.
ولَم تَخذِلْ.
ولم تُؤلم أحداً.
ولم تتخلَّ عن محتاج.
ولم تُخيّبْ حُسن ظن أحدٍ بك.
ولم تكسر قلباً.
ولم تُبكِ عيناً.
ولَم تغدر وتترك أحداً في منتصف الطريق.
تنام واثقاً بأنك كنت خير سندٍ لمن لجأ.
تجبر كسر الآخرين وتطيب جراحهم،وتوقن أن جبر الخواطر عبادة.
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا، انفعنا وانفع بنا، اصطفينا واصنعنا على عينك، واصطنعنا لنفسك، سُدّ بنا ثغور أمتك، واكفنا شرّ الرياء، وجازنا بما أنت أهله، ولا تفتنّا ولا تستبدلنا ولا تحرمنا يا الله. اللهم آمين يارب العالمين