مقالات

متى يعود الطفل البطل ؟

بقلم : جمال حشاد

قبل الميديا والتريندات كان أطفالنا فى مرحلة التعليم الإبتدائى يدرسون فى كتاب المطالعة القصة الحقيقية عن بطل صغير يدعى”مجدى فرحات” فى عمر العشر سنوات بالصف الخامس الابتدائى بمدرسة بلال الابتدائية بميت نما بشبرا الخيمة.

وتبدأ القصة.. عندما خرج مجدى ذات يوم إلى السوق ليشترى خميرة لوالدته، فينقذ قطارا بأكمله يحمل أكثر من ٣٥٠٠ راكب من الموت المحقق بما فيهم سائق القطار وطاقمه؛ والذى كانت مسيرته (القاهرة – الإسكندرية)

أثناء سير مجدى بالقرب من مزلقان (ميت نما) رأى قضيب السكة الحديد مفصوله أجزاءه عن بعضها، والإنفصال بهذه الصورة يعنى قلب قطارا بأكمله وركابه؛ وكان القطار فى طريقه إلى الإسكندرية وسيصل إلى هذا المكان بعد دقائق.

فقلع الطفل مجدى البلوفر، وابتعد مسافة عن انفصال القضبان؛ وأخذ يشير بالبلوفر للسائق فى تحذير منه إلى الخطر الداهم الذى ينتظره وركابه.

وكلما خطر على بال الطفل أن سائق القطار من الممكن أن يعتبر ما يفعله مجدى مجرد شقاوة أطفال ولعب عيال، أخذ الطفل الصغير يصرخ مهرولا باكيا مشيرا تجاه انفصال القضبان كى يثبت للسائق أن الأمر جد خطير.

انتبه سائق القطار بالفعل لما يفعله الطفل وعلم أن هناك خطرا ما قد حل بالقضيب؛ فأبطأ من سير القطار رويدا رويدا حتى توقف القطار.. وقفز السائق ومن معه على الفور من القطار متجهين للطفل الصغير.. وبعد أن توقفت عجلات القطار تماما أطل جميع الركاب من نوافذ القطار ليتابعوا الأمر فنظروا تجاه الطفل المهرول الباكى الذى يخلع البلوفر ويرفعه بيديه مشيرا إلى القضيب المفصول.

وبعد ان نزل السائق وطاقمه؛ سقط الطفل البطل على الأرض من شدة التعب والإرهاق؛ ولم يستطيع الحديث إلى أحد ولكنه أشار بأصابعه الصغيرة إلى مكان انفصال القضبان الحديدية عن بعضها؛ وعندما علموا الخطر الداهم الذى كان ينتظرهم وكان هذا الخطر كافيا لقتل آلاف الركاب؛ فبكى السائق واحتضنه؛ وهو يحمد الله على نجاته ومن معه ومن حسن ما فعله طفل الصف الخامس الابتدائى لأنقاذ الألاف من الركاب.. واندفع أفراد طاقمه ليخبروا قسم التحويلات على الطريق لإيقاف بقية القطارات خلفهم حتى يتم إصلاح القضيب المفصول؛ وهرع ركاب القطار جميعا يسجدون شكرا لله ويشكرون الطفل البطل على ما قام به.

وانهالت عشرات الهدايا من ركاب القطار على بيت البطل الصغير مجدى، وكرمته وزارة النقل بشهادات إستثمار وبعض الرحلات بصحبة أفراد أسرته للاسكندرية وأسوان، وهناك كانوا يستقبلونه بحفاوة استقبال الأبطال ؛ وكتبت عنه الصحف والمجلات فى كل مكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى