رانيا فتحي
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة فايزة أحمد، صاحبة الصوت الاستثنائي الذي جمع بين القوة والرقة، والقدرة على لمس القلوب بإحساس عال، وتعد فايزة واحدة من أهم المطربات في تاريخ الموسيقى العربية، وتركت إرثًا فنيًا لا يزال حاضرًا بقوة في ذاكرة الجمهور، وصوتًا يواصل الصمود أمام تغير الأجيال والاتجاهات.
البدايات والنشأة
ولدت لأب سوري في صيدا بلبنان، وعاد الأب إلى دمشق، وكانت فايزة طفلة صغيرة لم تبلغ الحادية عشرة من عمرها، ونمت موهبتها في سن مبكرة، قبل أن تنطلق في الخمسينيات عبر الإذاعة السورية ثم المصرية، حيث أثبتت حضورها بفضل صوتها المميز وقدرتها على أداء الألحان الطربية والدرامية باحتراف لافت.
انطلاقتها الفنية
مع انتقالها إلى القاهرة، التقت كبار الملحنين، وفي مقدمتهم محمد الموجي ورياض السنباطي وبليغ حمدي، الذين رأوا فيها خامة صوتية مختلفة تستحق الانتشار، سرعان ما صعد نجمها، وقدمت عشرات الأغاني التي أصبحت جزءًا من التراث الموسيقي العربي، وتميزت بقدرتها على أداء الأغنيات الطويلة والقصيرة، والعاطفية والوطنية.
في السينما
لم يقتصر تألق فايزة أحمد على الغناء، بل خاضت تجربة التمثيل وقدمت عددًا من الأفلام التي عززت حضورها الجماهيري، وكانت غالبًا ما تُسند إليها أدوار المرأة الرومانسية ذات الحس المرهف.
الحياة الشخصية
مرت حياة فايزة أحمد بعدة محطات عاطفية وزيجات متعددة، كان أبرزها زواجها من الموسيقار محمد سلطان، الذي شكل معها ثنائيًا فنيًا ناجحًا، ورغم التحديات التي واجهتها بقيت فايزة متعلقة بفنها، وحرصت على تقديم أعمال تليق باسمها ومسيرتها.. توفيت عام 1983 بعد صراع مع المرض، تاركة خلفها إرثًا فنيًا كبيرا وصوتًا لا ينسى.
أبرز أعمالها الغنائية
ست الحبايب
مالك قلبي
ليه يا قلبي
بيت العز
تهجرني بحكاية
حسبت حساب
أسمر يا سمّا
أبرز أفلامها
أنا وبناتي
ليالي الحب
المليونير الفقير
تمر حنة
بعد أربعة عقود على رحيلها، لا تزال أغنيات فايزة أحمد تُبث في الإذاعات، وتُدرَّس في معاهد الموسيقى كمثال على الأداء الصادق الذي يخلّد صاحبه.. كانت ولا تزال صوتًا استثنائيًا حمل ملامح مدرسة فنية فريدة، تجمع بين الطرب الأصيل والأداء الدرامي العميق.
