د. إيمان بشير ابوكبدة
قال مسؤول أفغاني يوم السبت إن تبادلا لإطلاق النار أثناء الليل عند أحد المعابر الحدودية الرئيسية بين باكستان وأفغانستان أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، في أحدث تصعيد للعنف منذ الاشتباكات الدامية في أكتوبر.
وقال عبد الكريم جهاد، حاكم منطقة سبين بولداك في جنوب أفغانستان، إن ثلاثة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح طفيفة وتمكنوا من مغادرة المستشفى المحلي في بلدة شامان الباكستانية بعد تلقيهم العلاج.
واتهم كل من الجانبين الآخر بشن هجمات “غير مبررة” على المعبر الحدودي، رغم الهدنة التي تم التوصل إليها بعد الاشتباكات التي وقعت قبل شهرين.
من جانبه، نشر المتحدث باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” بياناً قال فيه: “للأسف، بدأ الجانب الباكستاني الليلة الماضية بمهاجمة أفغانستان في قندهار بمنطقة سبين بولداك، واضطرت قوات الإمارة الإسلامية للرد”.
في المقابل، نفت باكستان هذه الاتهامات، مشيرة إلى أن القوات الأفغانية هي التي أطلقت النار أولاً. وقال مشرف زيدي، المتحدث باسم رئيس الوزراء الباكستاني، إن “القوات المسلحة باكستانية ردت فوراً وبقوة على إطلاق النار غير المبرر”.
وأشار سكان أفغان إلى أن تبادل إطلاق النار بدأ حوالي الساعة 10:30 مساءً بالتوقيت المحلي واستمر نحو ساعتين، حيث استخدمت القوات الباكستانية مدافع خفيفة وثقيلة، وأصابت قذائف الهاون منازل المدنيين في المنطقة.
ويأتي هذا الحادث في سياق النزاع المستمر بين أفغانستان وباكستان، والذي تصاعد منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول عام 2021. وتتهم باكستان كابول بإيواء جماعات مسلحة، بينها حركة طالبان الباكستانية، وهو ما تنفيه الحكومة الأفغانية.
وكانت الاشتباكات السابقة في أكتوبر قد أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصاً وإصابة المئات، قبل أن يتم التوصل لوقف إطلاق النار بوساطة قطر وتركيا. غير أن محادثات لاحقة في الدوحة وإسطنبول فشلت في تحقيق اتفاق دائم، ولا تزال الحدود مغلقة جزئياً.
وأعلنت باكستان مؤخراً عن خطط لإعادة فتح الحدود جزئياً لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر وكالات الأمم المتحدة، مؤكدة أن الاشتباكات الأخيرة “لن تؤثر على هذه العمليات”.
