بقلم / دارين محمود
في يوم من الأيام ،كنت أسعى أن أكون لهم عطاءًا، كنت أشعر بأن هذه وظيفتي وحياتي التي لابد أن أعيشها وأتعايش معها ، وعندما أجلس جانباً على أريكة منزلنا، أشعر أني كالعجوز الذي يتنفس شهيقاً بآهات الزمن، وزفيراً بأنين ووجع.
أنظر إلى كفّيَّ، فأرى فيهما آثار تعبٍ لم يقرأه أحد، وأرى في زوايا الغرفة أطياف تضحياتي التي صارت اليوم مجرد “واجبات” مفروضة، لا فضل لي فيها. لقد دهسني الوقت وأنا أرتب السبل لغيري، حتى وجدتُني في نهاية الطريق وحيداً، أقف على رصيف الانتظار، لا أنا وصلتُ معهم، ولا أنا عدتُ كما كنت.
كم هو موجع أن تكتشف متأخراً أنك كنت “الشمعة” التي تحترق، ليس فقط لتضيء دربهم، بل لتذوب هي وتتلاشى في صمت. هل كان عليَّ أن أكون بهذا السخاء؟ أم أنَّ خطيئتي الكبرى كانت إتقان دور السند، حتى ظنوا أنني جبلٌ لا يميل، ولا يشعر، ولا يتألم؟
اليوم، لا أريد أن أكون عطاءً، ولا أريد أن أكون منقذاً.. أريد فقط أن أستعيد جزءاً مني سقط سهواً في زحام أيامهم. أريد أن أتنفس دون أن يتبع شهيقي صدى انكسار، وأن أجلس على أريكتي كإنسان، لا كبقايا ذكرى لخدمةٍ انتهت صلاحيتها وتم دهس الوقت لديها
