كتبت ـ مها سمير
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل لن تنسحب «ولو مليمتراً واحداً» من المناطق السورية التي تسيطر عليها، كاشفاً عن توجه لإقامة وحدات استيطانية جديدة، في إطار سياسة توسعية تربط بين ما يجري في غزة والمناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية داخل سوريا.
وخلال مؤتمر عُقد في مستوطنة بيت إيل، خُصص لبحث مستقبل قطاع غزة والمناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في سوريا، شدد كاتس على أن حكومته تمضي في ما وصفه بـ«مرحلة فرض السيادة عملياً»، مضيفاً أن الظروف الحالية تتيح فرصاً لم تكن متاحة منذ سنوات طويلة.
وقال كاتس إن الحكومة الحالية «حكومة استيطان بامتياز»، مؤكداً أنه في حال توفرت إمكانية فرض السيادة على الضفة الغربية، فإن إسرائيل ستفعل ذلك، معتبراً أن ما يجري حالياً يمثل تطبيقاً عملياً لهذه السياسة على الأرض.
وتأتي هذه التصريحات في سياق التحركات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أطلقت تل أبيب عملية عسكرية حملت اسم «سهم باشان»، شملت عمليات جوية وبرية توغلت خلالها القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة ومناطق في القنيطرة وجبل الشيخ.
وبررت إسرائيل العملية حينها بالسعي إلى إنشاء منطقة عازلة جديدة بين الأراضي السورية وهضبة الجولان السورية المحتلة، بالتوازي مع تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات استهدفت مواقع متفرقة داخل سوريا.
وتُعد هذه العملية أول توغل بري إسرائيلي داخل الأراضي السورية منذ نحو خمسين عاماً، إذ تمثل خرقاً لاتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة في 31 مايو/أيار 1974، والتي جاءت عقب حرب أكتوبر، وأسفرت عن احتلال إسرائيل مساحات سورية إضافية للمرة الأولى منذ ذلك التاريخ.
