بقلم إيمان دويدار
عِشْ في الدنيا وقلبُك معلّقٌ بالآخرة، كأنك ضيفٌ عابرٌ لا يُثقل حقائبه، ولا يتعلّق بجدرانٍ زائلة. فالضيفُ يُحسن الأدب، ويشكر النعمة، ويعلم أن مقامه مؤقّت، وكذلك المؤمن في هذه الدنيا.
علّمنا النبي ﷺ هذا المعنى حين قال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»، فالدنيا ليست دار إقامة، بل دار اختبار، نمرّ بها لنجمع زادنا للقاء الله. من فهم ذلك، خفّ همّه، واطمأنّ قلبه، ولم تُثقله المصائب ولا تُغريه الشهوات.
الضيف لا يخاصم على متاعٍ ليس له، ولا يحزن إن فاته شيء، لأنه يعلم أنه سيرحل. وهكذا المؤمن، إن أُعطي شكر، وإن مُنع صبر، وإن ابتُلي احتسب، لأنه يعلم أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.
فاجعل الدنيا في يدك لا في قلبك، واعمل فيها عمل الراحل لا المقيم، وأكثر من ذكر الله، وأحسن إلى الخلق، وازرع خيرًا تجد ثماره يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
طوبى لمن عاش في الدنيا ضيفًا، ورحل منها وقدظ ترك أثرًا طيبًا، وذكرًا حسنًا، وقلبًا متعلّقًا بالله.
