أحمد القاضى الأنصارى
لقد خلقك الله وفيك زرعٌ نامٍ لا يموت، وعقلاً مضيئًا لا ينطفئ، وقلبًا يعرف طريقه إن استقام على الإيمان. لم يخلقك الله ضعيفًا، ولم يتركك في هذه الدنيا مهملًا، بل جعلك خليفة في الأرض، تحمل فيك القدرة على النهوض والتغيير والصبر والمضيّ.
اعلم أن الله لم يخلق فيك عقلًا لتتبِع به غيرك، بل لتفكر، وتبصر، وتختار طريقك بنفسك. ومن اتكل على الله ثم على جهده، فلن يخذله الخالق أبدًا.
كم من إنسانٍ ظنّ أنه وحيد، فإذا بالرحمة تحيط به من حيث لا يدري، وكم من عبدٍ اعتمد على غير الله فخاب، واعتمد على نفسه بإيمانٍ فنجح.
فلا تنتظر من أحدٍ أن يصنع لك مجدك، أنت الزرع، وأنت الساقي، والله هو المعين.
ازرع عملك بإخلاص، واسقِه بالنية الصافية، واصبر على البلاء، فالثمر آتٍ لا محالة، لأن الخالق لا ينسى عبدًا اجتهد وسار بثقةٍ في عطائه.
تذكّر دائمًا أن الاعتماد على النفس ليس غرورًا، بل هو إيمانٌ بأن الله منحك كل ما تحتاجه لتبدأ، فابدأ الآن، ولا تخف، فمن كان الله معه فلن يُخذل أبدًا.
