د. إيمان بشير ابوكبدة
حققت وكالة الفضاء السعودية إنجازًا علميًا نوعيًا يُضاف إلى سجل النجاحات التي حققتها المملكة في مجال استكشاف الفضاء، وذلك ضمن مخرجات المهمة السعودية التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية (SSA-HSF1)، التي شهدت تنفيذ 19 تجربة علمية أسهمت نتائجها في دعم الأبحاث المتقدمة وتحسين جودة حياة الإنسان.
وأوضحت الوكالة أن هذا الإنجاز جاء ثمرة تعاون علمي دولي قاده العالمان يوبينغ تشين وماري آن سنو، وركز على تطوير مواد حيوية متقدمة لهندسة الأنسجة. فيما تولت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي تنفيذ التجربة في بيئة الجاذبية الصغرى على متن محطة الفضاء الدولية، وجمع البيانات العلمية اللازمة.
وأسفرت التجربة عن تصنيع مادة نانوية متقدمة مخصصة لإصلاح الغضاريف في الفضاء للمرة الأولى، في خطوة تمثل تطورًا مهمًا يدعم أبحاث تصنيع الأنسجة والعلاجات الحيوية، ويخدم مبادرات زراعة الأعضاء مستقبلًا.
وأكدت الوكالة أن هذه المخرجات العلمية تعكس التكامل بين العلماء ورواد الفضاء خلال المهمة، وتمثل امتدادًا لجهود المملكة في تعظيم العائد العلمي من الرحلات الفضائية المأهولة، وتحويلها إلى منجزات بحثية ذات أثر مستدام، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
من جهتها، أكدت ريانة برناوي أن تنفيذ التجربة في الفضاء أتاح إنتاج مادة نانوية عالية الدقة، إلى جانب بيانات علمية موثوقة تسهم في تطوير أبحاث طبية متقدمة تهدف إلى تحسين حياة الإنسان وخدمة البشرية.
ونُشرت نتائج البحث في مجلة Nature العالمية، حيث أظهرت تفوق جودة ودقة تصنيع المادة النانوية في بيئة الفضاء مقارنة ببيئة الأرض، ما يعزز مكانة الفضاء كمنصة بحثية واعدة لتطوير حلول طبية مبتكرة تسهم في دعم صحة الإنسان حول العالم.
