أحمد حسنى القاضى الأنصارى
في إطار توجه الدولة المصرية نحو دعم الحضور الثقافي والعلمي على الساحة الدولية، عقد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماعًا موسعًا مع المستشارين والملحقين الثقافيين العاملين بالمكاتب والمراكز الثقافية المصرية بالخارج، وذلك يوم الأربعاء الموافق 31 ديسمبر 2025، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بحضور الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير ورئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن المتابعة الدورية لأداء المكاتب والمراكز الثقافية، وحرص الوزارة على تطوير آليات عملها بما يخدم المصالح الوطنية، ويعزز أدوات القوة الناعمة المصرية، حسب رؤية مجلس الوزراء التي تستهدف إبراز مكانة مصر الثقافية والحضارية إقليميًا ودوليًا.
وفي مستهل اللقاء، وجّه وزير التعليم العالي التحية للمستشارين الثقافيين، مثمنًا جهودهم خلال المرحلة الماضية، ومشيدًا بما يقدمونه من تقارير دورية تعكس حجم الأنشطة والفعاليات التي تنفذها المكاتب الثقافية في الخارج، مؤكدًا أهمية هذا الدور في نقل الصورة الحقيقية لمصر الحديثة.
وشدد الوزير على ضرورة استمرار التنسيق الكامل بين المكاتب والمراكز الثقافية والسفارات المصرية بالخارج، إلى جانب تعزيز التعاون المؤسسي بين وزارتي التعليم العالي والخارجية، بما يضمن توحيد الرؤى وتكامل الجهود، وفق التوجهات العامة للدولة.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أن المكاتب والمراكز الثقافية تمثل واجهة مصر الحضارية والعلمية في الخارج، ولها دور محوري في دعم ملف تدويل التعليم العالي، ورعاية الطلاب المصريين الدارسين بالخارج، وتعزيز الشراكات الدولية في مجالات البحث العلمي والابتكار، فضلًا عن دعم السياحة التعليمية والثقافية، والترويج للجامعات والمؤسسات التعليمية المصرية.
وناقش الاجتماع خطة العمل خلال المرحلة المقبلة، مع التأكيد على أهمية تنشيط الأنشطة الثقافية، وتنظيم الفعاليات التي تبرز تاريخ مصر وحضارتها، وابتكار أساليب حديثة للترويج للمؤسسات التعليمية المصرية، بما يعكس التطور الكبير الذي تشهده منظومة التعليم العالي، حسب رؤية مجلس الوزراء للتنمية المستدامة.
كما أكد الوزير أهمية التواصل المستمر والفعّال مع الطلاب المصريين بالخارج، والعمل على احتضانهم، وتقديم الدعم اللازم لهم، وتوفير قنوات اتصال مباشرة لحل مشكلاتهم، بما يعزز ارتباطهم بوطنهم، ويسهم في إعداد كوادر علمية واعية بقضايا الوطن.
واستعرض وزير التعليم العالي ما حققته الدولة من إنجازات في مجال الشراكات الدولية، من خلال إنشاء فروع للجامعات الأجنبية داخل مصر، وافتتاح فروع للجامعات المصرية بالخارج، إلى جانب توقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية، مؤكدًا أن للمكاتب والمراكز الثقافية دورًا أساسيًا في دعم هذه الشراكات وتوسيع آفاقها.
كما تناول اللقاء أهمية إعداد قاعدة بيانات متكاملة للعلماء المصريين بالخارج، تضم تخصصاتهم ومجالات تميزهم، والعمل على الاستفادة من خبراتهم في دعم المشروعات القومية وخطط التنمية، حسب رؤية مجلس الوزراء التي تؤكد على ربط الكفاءات الوطنية بالخارج بمسيرة البناء الداخلي.
ومن جانبهم، أعرب المستشارون الثقافيون عن تقديرهم لعقد هذا اللقاء الدوري، مؤكدين أنه يمثل منصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات، وتعزيز التنسيق بين المكاتب والمراكز الثقافية المختلفة، وربط أدائها بالأهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030.
وفي ختام الاجتماع، تم التأكيد على أهمية استمرار عقد هذه اللقاءات بشكل دوري، إلى جانب تنظيم اجتماعات تنسيقية بين المكاتب المتقاربة جغرافيًا أو المتشابهة في طبيعة عملها، بما يسهم في توحيد الجهود، وتبادل الخبرات، وتعظيم دور المكاتب الثقافية في خدمة المصالح العليا للدولة المصرية.
