الإمام والخطيب.. حاملا رسالة السماء على الأرض

أحمد الأنصاري
يُعد منصب الإمام والخطيب من أرفع المناصب الدينية، ليس لأنه مرتبط بدرجة علمية بعينها، بل لأن رسالته مستمرة حتى لقاء ربه.
الإمام والخطيب لا يمثل نفسه، بل يحمل على عاتقه أمانة دعوة الناس وهدايتهم، ويكمل مسيرة الأنبياء على الأرض.
عندما يصعد الإمام على منبر خير الأنام، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لا ينطق بكلمة إلا ويُحاسب عليها. فهو ليس مجرد واعظ، بل هو قاضٍ شرعي ومرشد للناس، يعلمهم ما يجهلون ويُرشدهم إلى ما فيه صلاحهم.
وقد برز في تاريخنا الإسلامي عدد من الأئمة والخطباء الذين تركوا بصمات خالدة، نذكر منهم:
الشيخ محمد متولي الشعراوي: مفسر القرآن الكريم وداعية القلوب.
الشيخ محمد الغزالي: من أعلام الفكر والدعوة الإسلامية.
الإمام أبو حامد الغزالي: من كبار فقهاء وفلاسفة الإسلام.
الشيخ عبد الحميد كشك: الخطيب الجريء الذي أسر القلوب.
ومن علماء صعيد مصر:
فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
الشيخ أحمد بن علي الأمير، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا.
الشيخ ممدوح الزلتني، من أعلام الدعوة وإمام مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي.
ولا يسعني إلا أن أذكر والدي الغالي، الشيخ حسني القاضي الأنصاري، رحمه الله، إمام وخطيب مسجد آل البيت ومدير إدارة أوقاف قنا سابقًا، الذي كان نموذجًا يُحتذى به في الخطابة والإخلاص.
الخطابة رسالة عظيمة لا يحملها إلا من جمع بين العلم والحكمة والإيمان، وكل من سبق ذكرهم كانوا حريصين على مراجعة أنفسهم دائمًا، ليكونوا أهلًا للوقوف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.