“أمريكا تلوّح بالانسحاب: خطة سلام صارمة لأوكرانيا وإلا الرحيل”

كتبت ـ مها سمير
أعلن نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، أن واشنطن قد تنسحب من مفاوضات السلام المتعلقة بالحرب الأوكرانية إذا لم تُبدِ موسكو وكييف استعدادهما لقبول المقترح الأمريكي المطروح لتسوية النزاع.
جاءت تصريحات فانس خلال زيارة رسمية إلى الهند، عقب جولة له في معلم “تاج محل”، حيث نقلت وكالة “بلومبرغ” عنه قوله إن الخطة التي تقترحها واشنطن “محددة للغاية”، وتتطلب قبولاً سريعاً من الطرفين المتنازعين. وأضاف: “لقد حان الوقت لاتخاذ قرار حاسم: إما قبول الخطة المقترحة أو انسحابنا من جهود الوساطة. لا يمكن استمرار النزاع بهذا الشكل.”
وأشار فانس إلى أن التسوية قد تشمل تنازلات إقليمية من الطرفين، وأن الحدود الجديدة بعد الاتفاق قد لا تعكس بالضرورة خطوط المواجهة الحالية. كما دعا إلى تجميد النزاع، ونزع السلاح من الجانبين، والانطلاق نحو “بناء مستقبل أفضل لكل من روسيا وأوكرانيا”، على حد تعبيره.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن الخطة الأمريكية، التي يُعتقد أنها مدعومة من الرئيس السابق دونالد ترامب، قد تتضمن نشر قوات أوروبية في المناطق الخاضعة لسيطرة أوكرانيا حالياً، بالإضافة إلى إنشاء لجنة رقابية تضم ممثلين عن روسيا وأوكرانيا ودولة ثالثة غير عضو في حلف الناتو، لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار.
في المقابل، لم يستبعد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو احتمال إعادة النظر في المسار التفاوضي بأكمله، موضحاً من باريس أن استمرار الجمود قد يدفع الإدارة الأمريكية للتراجع عن دعم أي عملية سلام غير فعّالة. من جانبه، قال ترامب إن خيار الانسحاب لا يزال مطروحاً، لكنه لا يزال يفضل منح المفاوضات فرصة أخيرة.
الموقف الأمريكي يعكس ضغوطاً متزايدة لإنهاء الحرب الطويلة في أوكرانيا، في وقت تتغير فيه ملامح الساحة الجيوسياسية بشكل سريع مع اقتراب استحقاقات انتخابية أمريكية حاسمة.