فلسفة الحب .. بين البرق والنور

د/نور الهدى موسى
يقول نزار:
أتحبني ..بعد الذي كانا؟
إني أحبك رغم ما كانا
ماضيك.. لا أنوي إثارته
حسبي بأنك ها هنا الآنا
وأقول أنا إن نظرة الحب بعينٍ مبصرةٍ أحلى من نظرتها بعينين غافلتين!
نظرتك إليّ بحبٍّ بعدما زالت غشاوة الهوى واتضحت الصورة كاملة، بعدما رأيتَ لوني الحقيقي، وأنني لستُ صفحةً بيضاء، بل لونًا رماديًا هادئًا حينًا، وصاخبًا آخر.
التفتُ إليك فأجدك لا تزال ترمقني بنظرات محبة، نظرات واعية، ليست كنظرات الولهان في بدايات الشغف، عُميت عيناه عن العيوب، ونسجتا ما لم يرياه كما يهوى خياله الفنان ويأمل!
هي خيالٌ يفصل بينه وبين الحقيقة سرابٌ، كلما اقتربتَ منه تلاشى!
هي ساحرةٌ، كوميض البرق، تخطف الأنفاس، ولكنها لا تضيء الطريق طويلًا…
لكن نظرة الحب بعد الإدراك هي النور الدائم، لا البرق الخاطف…
هي الراحة بعد المعارك، والسكينة بعد تخبطات الوعي والهوى!
فيها تركن إلى الحقيقة بحبٍّ ورضًا، وفيها تستقر النفوس بعد التعب.
وأخيرًا إن نظرة الحب الواعية هي أصدق ما قد تملك يومًا، فكما قال نزار:
“الحب ليس أن تغمض عينيك عن عيوب من تحب، بل أن ترى عيوبه بوضوح ولا تزال تحبه بنفس القدر.”.