مواهب فنية وأدبية

في ذكرى “الولد الشقي”.. محمود السعدني أيقونة السخرية وصوت الناس

كتب: محمد القماش

مرت علينا ذكرى وفاة الكاتب الكبير محمود السعدني، “الولد الشقى”، في 4 مايو 2010.

الولد الشقى” هو الاسم الذي اختاره الكاتب الساخر محمود السعدني لنفسه، والذي أصبح عنوانًا لسيرته الذاتية التي صدرت في ستة أجزاء. كان الجزء الأول والثاني يحملان عنوان “الولد الشقى”، بينما حمل الجزء الثالث عنوان “الولد الشقى في السجن”. أما الجزء الرابع فكان بعنوان “الولد الشقى في المنفى”، في حين حمل الجزء الخامس اسم “الطريق إلى زمش”، وكان الجزء السادس بعنوان “ملاعيب الولد الشقى”.

يُعد محمود السعدني أحد أقطاب الكتابة الساخرة في مصر، وفي الوقت ذاته كان كاتبًا رفيعًا في مجال الذكريات والتاريخ. من أبرز أعماله كتابه “ألحان السماء”، الذي يُعتبر أول وأدق تأريخ لنخبة من قارئي القرآن وأقطاب التواشيح الدينية.

مولده ومسيرته المبكرة

وُلد محمود السعدني في 28 فبراير 1928 بالجيزة. في مطلع حياته في الخمسينيات، كان من رواد الندوة الأسبوعية الشهيرة في مقهى عبدالله الشعبية بميدان الجيزة، التي شهدت حضور أسماء بارزة مثل زكريا الحجاوي، محمود حسن إسماعيل، عبدالرحمن الخميسى، نعمان عاشور، الدكتور علي الراعى، وصلاح عبدالصبور، نجيب سرور، ورجاء النقاش. وقد خلد السعدني حوارات تلك الندوة في كتابه “مسافر على الرصيف”.

البداية الصحفية والتأثير السياسي

بدأ السعدني مسيرته الصحفية بالكتابة في مجلة “الكشكولوجريدةالمصري”، وشارك في تأسيس وتحرير العديد من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها. ترأس تحرير مجلة “صباح الخير”، وأصدر هو ورسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية أغلقتها الرقابة.

في فترة حكم عبدالناصر، شارك السعدني في الحياة السياسية وأيد الثورة، وعمل في جريدة “الجمهورية”. بعد وفاة عبدالناصر وخلال ما عُرف بثورة التصحيح التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات، تم اعتقاله لعامين وأُفرج عنه مع قرار بفصله من “صباح الخير”، وتم منعه من الكتابة.

المنفى والعودة إلى مصر

غادر السعدني مصر متجهاً إلى أكثر من دولة عربية، بدءًا من بيروت ثم ليبيا، ثم أبوظبي، قبل أن يستقر في لندن. هناك أصدر ورأس تحرير مجلة “23 يوليو”. عاد السعدني إلى مصر في 1982 بعد اغتيال السادات.

مسيرته الفنية

في السبعينيات، كتب السعدني للإذاعة مسلسل “الولد الشقى” في ثلاثة أجزاء، وقام ببطولته الممثل الشهير محمد رضا، وشقيقه صلاح السعدني، وصفاء أبوالسعود.

الاعتزال والوفاة

في عام 2006، ثقل عليه المرض فاعتزل العمل الصحفي، وظل بعيدًا عن الأضواء حتى توفي في 4 مايو 2010.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى