كتب:-محمد القماش
وتحت رعاية الاستاذ الدكتور / علاء عبدالهادى ، رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ، والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب .
أقامت النقابة الفرعية لاتحاد كتاب مصر بالشرقية والسويس وبورسعيد وسيناء برئاسة الشاعر / ابراهيم حامد ، ومجلس الإدارة الموقر .
ويقول ا.ابراهيم حامد رئيس النقابة الفرعيه بالشرقيه فى ليلة تفيض بالأدب والوفاء ، احتضن منتدى السرديات بالنقابة الفرعية لقاءً أدبيًا استثنائيًا لتكريم أحد أعمدة السرد المعاصر ، الأديب الكبير / فكري داود ، ابن مدينة دمياط ، الذى ما زال يكتب للقرية وبالقرية ، متخطيًا حدود الجغرافيا إلى ما هو إنسانى ، شامل ، ومكثف الدلالة .
أدار الندوة الأديب والناقد / مجدي جعفر ، الذى استهلّ اللقاء بتوجيه الشكر لمجلس إدارة النقابة الفرعية برئاسة الشاعر إبراهيم حامد وسكرتير النقابة الشاعر / السيد داود ، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء “استثنائي بكل المقاييس”، لأنه مع مبدع يكتب للناس بلغتهم ومن واقعهم ، فيغزل من مفردات القرى والغربة والمعتقدات المحلية نصوصًا تنتمى إلى الإنسان فى جوهره .
استعرض جعفر سيرة فكرى داود الأدبية ، مشيرًا إلى تميّزه فى توثيق أدب الاغتراب وتجليات القرية فى الصحراء والوادى ، وإلى قدرته الفريدة على رصد ثقافات البدو وعاداتهم ومعتقداتهم ، مؤكدًا أن ما يميز داود هو تلك الخصوصية الوجدانية والأسلوبية التى تفرض نفسها على القارئ .
ثم قدم الأديب / فرج مجاهد عبد الوهاب ، مداخلة رصينة ، أبرز فيها محطات داود الإبداعية ، وتوقف عند أعماله الروائية والقصصية ، متناولًا الجوائز التى حازها والمواقع الأدبية التي شغلها ، ومؤكدًا أن تجربة داود لم تكن تعلمًا تدريجيًا بل حياة كاملة تبلورت عبر إبداع أصيل .
أما الشاعر الكبير / السيد النماس ،
Elsayed Elnammas
فتحدث عن علاقته القديمة بابن بلدته ، مشددًا على أن الإبداع يجب أن يكون تعبيرًا شموليًا عن الوجود البشرى ، وأن داود نجح فى التعبير عن القرية الدمياطية ، التى وإن كانت تختلف جغرافيًا عن قرى مصر ، فإنها تلتقى معها فى الهم والنبض ، وداود بارع فى اصطياد التفاصيل الصغيرة التى تبنى الإنسان والمكان .
وفى مداخلة لافتة ، تحدث الأديب / احمد عبده ، عن رواية “المحارم” بوصفها نموذجًا صادمًا وواقعيًا لأدب الاغتراب ، مشيرًا إلى أن الرواية تناولت علاقات محرّمة داخل الأسرة بدافع اقتصادى وسطوة دينية ، متسائلًا عن السبب فى حصر – المَحرَم – بالمرأة ، وهل الرجل معصوم من الفتنة ؟ مؤكدًا أن الرواية كشفت المسكوت عنه فى المجتمع المصرى ، كما فعلت رواية “خلخلة الجذور” فى فضح البنية النفسية والاجتماعية للقرية والمدينة معًا ،
وقدّمت الناقدة والأديبة / د. د.صفية فرجاني ، دراسة نفسية عن المجموعة القصصية دهس الطين ، قرأت فيها تراجيديا القهر النفسى وانسحاق الذات ، فيما قدّم الأديب / محمد الديب ،
Mohamed Eldeeb
ورقة نقدية بعنوان فلسفة الطين وتراجيديا الإنسان الهامش ، مؤكدًا أن داود لا يكتب الحكاية بل يرسم مقاومةً صامتة ، وأن الطين فى قصصه فعل رمزى للهشاشة والخصوبة معًا ، والدهس فعل قهرى يكشف المستور .
وتحدث الأديب / أحمد عثمان ، عن عالم فكرى داود ومفرداته وتفاصيله ، وأنه تشابه معه فى بعض الشخصيات والموضوعات .
وتناول الشاعر / إبراهيم حامد ، المجموعة القصصية استكانة النهر العجوز ، مشيرًا إلى أنها ترسم تفاصيل القرية بلغة يغمرها الحنين والماء والطفولة ، مستشهدًا بتوظيف داود للزمن كبطل سردى ، واعتماده على تقنيات القصيدة النثرية فى كثير من نصوصه .
اختتم اللقاء بكلمة للأديب الكبير / محمد عبد الله الهادي ، الذى استعرض علاقته الممتدة بالأديب المحتفى به ، مشددًا على أن داود يعرف كيف يكتب ولمن يكتب ، وأن لغته ليست مصادفة ، بل اختيارات دقيقة تصنع من القرية عالمًا إنسانيًا تتداخل فيه الواقعية بالشاعرية ، والتوثيق بالحدس .
اختتم الأديب / فكرى داود ، اللقاء بشكره العميق للنقابة الفرعية وللأصدقاء والنقاد الذين تناولوا تجربته ، مؤكدًا أن ما كتبه كان وما يزال امتدادًا لحياة عاشها ، لا مجرد أوراق تسجل ما مضى ، بل روح تبحث فى الناس ومن خلالهم عن معنى للوجود .
وفى نهاية اللقاء ، تم تكريم الأديب الكبير فكرى داود من قبل مجلس إدارة النقابة ، وسط حفاوة بالغة من الحضور الذين أدركوا أنهم شاركوا فى ليلة لا تتكرر ، حيث اجتمع الإبداع والوفاء فى حضرة مَن يستحق .
حضر اللقاء ..
فكرى داود ، فرج مجاهد ، مجدى جعفر ، السيد النماس ، احمد عثمان ، صفاء ابوعجوه ، محمد الديب ، احمد عبده ، العربى عبدالوهاب ، السيد داود ، محمد عبدالله الهادى ، هاله فوزى ، د صفيه فرجانى .
وذلك اليوم السبت الموافق 10 / 5 / 2025 م فى تمام الساعة السابعة مساء بمقر النقابة الفرعية بالزقازيق .
كل الشكر والتقدير لضيفنا الكبير والحضور المميز لمبدعى السرد لنقابتنا الشامخة .
