بين الضبع والفهد… معركة لا تحسمها الأنياب بل تحسمها الكرامة

بقلم: أحمد حسني القاضي الأنصاري
في عالم الحيوان، لا تُقاس القوة فقط بالعضلات أو عدد الأنياب، بل كثيرًا ما تحسمها المبادئ، وتُظهرها المواقف.
الضبع، المعروف بشراسته واندفاعه، لا يهتم كثيرًا بالتكتيك أو نتائج المعركة، فهو يهاجم برأسه كما يفعل الثور، دون مراوغة أو تخطيط. لا يعبأ إن خسر أو ربح، فهدفه الأوحد هو الظفر بالغنيمة، حتى إن كلفه ذلك شكله أو هيبته أمام الآخرين. في نظره، الفريسة تساوي كل شيء، والباقي تفاصيل لا تهم.
أما الفهد، فرغم سرعته وقوته، إلا أنه يتسم بحكمة في سلوكه. لا يندفع وراء معركة من أجل لقمة، ولا يدخل صراعًا قد ينال من صورته أو سمعته في مملكة الحيوان. إنه يختار معاركه بعناية، ويُقدّر الكبرياء قبل كل شيء.
لكن ماذا لو فُرض عليه القتال؟ ماذا لو حُصِر الفهد والضبع في مكان مغلق لا مهرب منه؟ هنا تتغير المعادلة. حين تصبح المعركة دفاعًا عن الكرامة، لا عن الطعام، يظهر الفارق الحقيقي. حينها، يتحول الفهد إلى محارب حقيقي، يقاتل من أجل ذاته لا من أجل الفريسة.
الدرس المستفاد؟ أن الشجاعة ليست اندفاعًا، والقوة ليست في الأنياب، بل في عزة النفس وصون الكرامة. فبعض المعارك لا تُخاض لتُكسب، بل لتُثبت أنك تستحق الاحترام… حتى في صمتك.