كتبت ـ مها سمير
في أحدث فصول التوترات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية فرض رسوم جمركية تتراوح ما بين 30% و35% على الواردات اليابانية، في حال لم يتم التوصل إلى تسوية مرضية بشأن الخلافات التجارية المستمرة، خاصة فيما يتعلق بواردات الأرز الأمريكي.
وقد علّق كازوهيكو أوكي، نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، على التصريحات المثيرة، مؤكدًا أن الحكومة اليابانية على دراية بما ورد من تصريحات لكنها تفضّل عدم الرد على كل تصريح يصدر من الجانب الأمريكي.
وأضاف أن المحادثات التجارية لا تزال مستمرة بين الطرفين بشكل جاد، في محاولة لتفادي أي تصعيد.
تأتي هذه التصريحات عقب زيارة وزير الإنعاش الاقتصادي الياباني، ريوسي أكازاوا، إلى واشنطن قبل أيام، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون التجاري والتغلب على العقبات الراهنة، وتم التوصل خلال الزيارة إلى اتفاق مبدئي لم تُكشف تفاصيله بعد، لكنه يشير إلى وجود نية لإبقاء الحوار مفتوحًا.
ورغم هذا التقدم، لم يخفِ ترامب استياءه من موقف طوكيو إزاء بعض الملفات الحساسة، وعلى رأسها رفض اليابان استيراد الأرز الأمريكي، والذي وصفه الرئيس الأمريكي بأنه طلب عادل مقابل السماح بدخول ملايين السيارات اليابانية إلى السوق الأمريكية.
تصعيد قد يهدد التوازن التجاري
الخبراء يحذرون من أن فرض هذه الرسوم قد يُشعل شرارة حرب تجارية جديدة بين حليفين اقتصاديين تقليديين، خاصة وأن اليابان تُعد من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، حيث تشكل السيارات والمنتجات التكنولوجية الجزء الأكبر من الصادرات اليابانية إلى أمريكا.
وفي حال تطبيق الرسوم الجمركية المقترحة، فإن ذلك قد يؤثر بشكل كبير على الشركات اليابانية متعددة الجنسيات، كما أنه قد يؤدي إلى ردود فعل انتقامية تضر بالمصالح الاقتصادية الأمريكية في آسيا.
حتى اللحظة، تلتزم اليابان الهدوء الدبلوماسي، لكن التطورات تشير إلى مرحلة دقيقة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، في ظل تنامي النزعات الحمائية ضمن السياسة التجارية الأمريكية.
