كتبت ـ مها سمير
شهدت مدينة تل أبيب، مساء السبت، مظاهرات ضخمة شارك فيها آلاف الإسرائيليين، مطالبين بإنهاء الحرب الدامية على قطاع غزة والتعجيل بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، تفضي إلى استعادة الجنود والمحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
ووفقًا لما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، فإن المحتجين احتشدوا وسط المدينة رافعين لافتات تدعو الحكومة إلى التحرك الفوري لوقف التصعيد العسكري، وسط انتقادات متصاعدة لطريقة إدارة الحرب والمفاوضات.
في ذات السياق، أفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد يوم غد الأحد جلسة مشاورات أمنية موسعة لتقييم آخر مستجدات مفاوضات الدوحة، التي تشهد تحركات حاسمة بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
في المقابل، أكدت حركة حماس أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة جديدة في مخيم الشاطئ غرب غزة، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 7 مدنيين وإصابة أكثر من 40 آخرين، وذلك جراء غارتين جويتين استهدفتا المخيم المكتظ بالسكان، بحسب ما أوردته مصادر طبية فلسطينية.
وفي ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، صرّحت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان بأن غزة لم يتبق بها سوى 4 مستشفيات ميدانية فقط، محذّرة من كارثة صحية وشيكة، وأضافت: “لقد آن أوان تحرك الإنسانية، استمرار الإبادة الجماعية يعني أننا فقدنا أخلاقنا تمامًا”.
وأضافت المسؤولة الأممية: “النساء في غزة بلا فرصة للنجاة، والأطفال مهددون بالإبادة، وقد نخسر جيلاً كاملاً. نحن بحاجة فورية للوصول الكامل للقطاع قبل فوات الأوان”، مؤكدة أن تعافي غزة سيكون طويلاً ومؤلمًا، وأن حدوث إبادة جماعية في عام 2025 أمر غير مقبول بتاتًا.
من جهته، حذّر مستشفى الحلو في غزة من تداعيات مأساوية بسبب نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء، مما يهدد حياة الأطفال الخدّج داخل أقسام الحضانات، وسط أزمة إنسانية خانقة تتفاقم يومًا بعد يوم.
وتتزايد الضغوط الدولية والإسرائيلية في آنٍ واحد على حكومة الاحتلال، وسط تساؤلات متصاعدة حول جدوى استمرار الحرب التي تدخل شهرها العاشر، وتداعياتها المروّعة على المدنيين في غزة ومستقبل الأمن الإسرائيلي.
