السلطات المصرية تسهل عودة آلاف السودانيين إلى وطنهم بقطار خاص ومبادرات إجلاء

د. إيمان بشير ابوكبدة 

تواصلًا لجهودها في دعم الأشقاء السودانيين، خصصت السلطات المصرية قطارًا خاصًا لتسهيل العودة الطوعية لآلاف السودانيين المقيمين في مصر إلى وطنهم. ويأتي هذا الإجراء في إطار سلسلة من المبادرات لتخفيف المعاناة عن السودانيين الراغبين في العودة، خاصة بعد التحديات التي واجهتهم في الفترة الماضية.

تفاصيل القطار الخاص والخدمات المقدمة

أعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر عن تشغيل القطار رقم 1940 من القاهرة إلى أسوان، اليوم الاثنين، بهدف نقل السودانيين الراغبين في العودة. وشددت السلطات المصرية على التزامها بتقديم كافة الخدمات اللازمة لراحة المسافرين خلال الرحلة وحتى وصولهم إلى ميناء السد العالي النهري.

مبادرات سابقة لتسهيل العودة

تأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من إشراف السفارة السودانية في القاهرة على مبادرة ناجحة لإجلاء أكثر من 1200 مواطن سوداني من مدينة الإسكندرية. هذه المبادرة، التي انطلقت بفكرة من مواطن سوداني لتوفير حافلات بأجر رمزي، واجهت عقبات مالية كادت أن توقفها. إلا أن تدخل السفارة السودانية بالتنسيق مع الأمانة العامة لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، ومنظومة الصناعات الدفاعية، ورجال أعمال، أدى إلى توفير التكلفة الكاملة للحافلات، مما سهل إتمام عملية الإجلاء بنجاح.

جهود السلطات المصرية المستمرة

أكد السفير عبد القادر عبد الله محمد، القنصل العام للسودان في أسوان، أن السلطات المصرية تبذل جهودًا مكثفة لتيسير العودة الطوعية للأسر السودانية. وأشار إلى أن رحلات العودة من مصر بدأت منذ أكثر من عام، حتى مع استمرار الحرب، حيث كان بعض السودانيين يعودون بقرار فردي بسبب نفاد أموالهم أو وجود ارتباطات في السودان.

ولفت السفير إلى أن السلطات المصرية سهلت عودة هؤلاء بإعفائهم من الغرامات والمساءلة القانونية، كما وفرت إمكانيات لاستضافتهم في بعض المحطات حتى وصولهم إلى المعابر السودانية، مؤكدًا استمرار هذه الجهود حتى الآن.

أعداد اللاجئين السودانيين في مصر

لجأ أعداد ضخمة من السودانيين إلى مصر بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث بلغ عددهم وفق إحصائيات شبه رسمية ما يقرب من مليون ونصف شخص. بينما أفادت كريستين بشاي، مسؤولة العلاقات الخارجية المساعدة في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في القاهرة، أن مصر تستضيف 546 ألفًا و746 لاجئًا سودانيًا مسجلين رسميًا لدى المفوضية، بالإضافة إلى آخرين ينتظرون التسجيل.

تسببت الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي اندلعت في أبريل 2023، في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص، منهم 3.1 مليون لجأوا إلى خارج البلاد، وفقًا لبيان صادر عن الأمم المتحدة.