كتبت ـ مها سمير
في واقعة كادت تتحول إلى فاجعة جوية فوق العاصمة البريطانية، نجا ركاب رحلتين تابعتين للخطوط الجوية القطرية والبريطانية من تصادم مروع كاد يحدث في سماء مطار هيثرو الشهير بلندن، بعدما اقتربت الطائرتان من بعضهما بشكل خطير، وسارتا في اتجاهين متعاكسين بسرعة متقاربة.
الواقعة التي تم توثيقها بمقطع فيديو نشره شهود عيان عبر منصة “إكس”، أظهرت اللحظات الحرجة التي سبقت الحادث المحتمل، قبل أن تتدخل أنظمة السلامة الجوية وتنفذ إحدى الطائرتين مناورة عاجلة بتقليل الارتفاع بشكل مفاجئ، لتجنب الاصطدام المباشر الذي كان سيؤدي إلى كارثة محققة.
الحادث أعاد للأذهان واقعة مماثلة وقعت مؤخرًا في الولايات المتحدة، عندما اضطرت رحلة “ساوث ويست إيرلاينز” رقم 1496 إلى الهبوط الاضطراري بعد تلقي إنذارات متتالية من نظام “تجنب الاصطدام الجوي” (TCAS)، ما أدى لتراجع الطائرة 500 قدم خلال نصف دقيقة تقريبًا، وأحدث حالة من الفوضى داخل المقصورة.
وحسب وكالة رويترز، أصيب اثنان من طاقم تلك الرحلة الأمريكية إثر المناورة الحادة، فيما أفاد شهود بأن بعض الركاب ارتطموا بسقف الطائرة وخرجوا من مقاعدهم من شدة الهبوط المفاجئ. ورغم ذلك، أكدت الشركة أن الرحلة هبطت بسلام في لاس فيغاس دون إصابات خطيرة بين الركاب، وفتحت الهيئة الفيدرالية للطيران FAA تحقيقًا مشتركًا لفهم تفاصيل ما جرى.
أما في الحالة البريطانية، فلا تزال التفاصيل الفنية الرسمية للحادث فوق هيثرو قيد التحقيق، إلا أن المقطع المنتشر أثار جدلًا واسعًا حول مستوى التنسيق بين المراقبة الجوية ومسارات الطائرات، خصوصًا في أكثر المطارات ازدحامًا في العالم.
وطالب خبراء طيران بضرورة مراجعة آليات الاتصال بين أبراج المراقبة وطاقم الطائرات، مؤكدين أن الاعتماد على الأنظمة التلقائية وحدها لا يكفي لتأمين الأجواء، بل يجب تعزيز الاستجابة البشرية المدربة والتنسيق الفوري لتجنب أخطاء قد تكون قاتلة.
