محمد غريب الشهاوي
في السنوات الأخيرة، تصاعدت ظاهرة البلطجة في عدد من المناطق، لتتحول من سلوك فردي منحرف إلى خطر جماعي يهدد أمن واستقرار المجتمع. البلطجة لم تعد تقتصر على الشارع، بل تسللت إلى كل مكان: في المدارس، في الأسواق، وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي.
يرجع أصل كلمة “بلطجي” إلى اللغة التركية، وكانت تطلق على حراس يستخدمون البلطة، لكن المعنى تغيّر اليوم ليصف الشخص الذي يفرض نفسه بالقوة والتهديد، دون احترام للقانون أو حقوق الآخرين.
ويرى خبراء الاجتماع أن هذه الظاهرة تنشأ من الفراغ القيمي، وغياب التربية السليمة، وتراجع دور الأسرة والمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى ضعف الردع القانوني أحيانًا.
إن مواجهة البلطجة لا تتطلب فقط العقاب، بل تبدأ من إعادة بناء الوعي، وتعزيز قيم الاحترام والتسامح، وتمكين القانون من بسط سيطرته العادلة، فالمجتمع القوي هو الذي لا يسمح لقوة السلاح أو النفوذ أن تطغى على صوت العدالة.
