كتبت ـ مها سمير
اتهم مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، الجهات الدولية التي دفعت نحو استبدال آلية الأمم المتحدة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة بما يسمى بـ**”مؤسسة غزة الإنسانية”**، بالتسبب في تفاقم الكارثة الإنسانية والمجاعة المتصاعدة داخل القطاع.
وقال لازاريني في تصريح رسمي، اليوم السبت، إن هذه الخطوة لم تكن مجرد خلل إداري أو قرار فني، بل جاءت ضمن “إجراءات متعمدة لتهميش الأونروا وإضعافها”، بهدف الضغط السياسي على سكان غزة ومعاقبتهم على بقائهم في القطاع المحاصر منذ سنوات.
وشدد على أن المزاعم التي تربط الوكالة بتحويل المساعدات إلى جهات مسلحة “لا أساس لها من الصحة”، مؤكداً أن إقصاء الوكالة الأممية من أداء دورها الإغاثي لا علاقة له بالشفافية أو السلامة الأمنية، وإنما هو قرار سياسي يتجاهل الواقع الإنساني.
وأضاف لازاريني أن الأونروا، باعتبارها الجهة الأممية الوحيدة التي تمتلك شبكة واسعة من الكوادر والمراكز والخبرة الميدانية في غزة، كانت قادرة – ولا تزال – على قيادة عملية توزيع المساعدات بشكل فعّال وعادل، إذا ما تم تمكينها ودعمها.
وأكد المفوض الأممي أن ما يحتاجه القطاع اليوم ليس استراتيجيات بديلة أو منظمات وسيطة، بل قرارًا سياسيًا واضحًا بفتح المعابر “دون قيود أو شروط”، حتى يتسنى إدخال الغذاء والدواء والماء لملايين المدنيين المحاصرين.
يأتي هذا التصريح في وقت حذرت فيه منظمات دولية من كارثة غذائية وشيكة تهدد أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وسط انهيار المنظومة الصحية وندرة الموارد الأساسية، بفعل الحصار المفروض منذ ما يزيد عن 22 شهرًا، وتدمير البنية التحتية خلال العدوان العسكري المستمر.
