متلازمة غيلان باريه: “الشلل الصامت” الذي يهدد أطفال غزة

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

متلازمة غيلان باريه هي اضطراب عصبي نادر وخطير، يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم عن طريق الخطأ جزءاً من الجهاز العصبي الطرفي، مما يؤدي إلى تلف الأعصاب. هذا التلف يعيق قدرة الأعصاب على إرسال الإشارات إلى الدماغ والعضلات وباقي أجزاء الجسم، مما يسبب أعراضاً مثل الضعف، والتنميل، وفي الحالات الشديدة، الشلل الكامل.

الأعراض الرئيسية لمتلازمة غيلان باريه

الضعف والوخز: تبدأ الأعراض عادةً بالشعور بالوخز أو التنميل والضعف في الأطراف السفلية (القدمين والساقين)، ثم تنتشر تدريجياً إلى الجزء العلوي من الجسم والذراعين.

صعوبة في الحركة: قد يعاني المصابون من صعوبة في المشي أو صعود السلالم، وقد يصل الأمر إلى فقدان القدرة على المشي تماماً.

مشاكل في عضلات الوجه: يمكن أن تؤثر المتلازمة على عضلات الوجه، مما يسبب صعوبة في الكلام، والمضغ، والبلع.

صعوبة في التنفس: في أخطر الحالات، يمكن أن يمتد الضعف إلى العضلات المسؤولة عن التنفس، مما يجعل التنفس صعباً وقد يهدد الحياة.

أعراض أخرى: قد تشمل الأعراض أيضاً عدم وضوح الرؤية، وآلاماً شديدة في العضلات، وتسارع ضربات القلب، وتقلبات في ضغط الدم، ومشاكل في وظائف المثانة والأمعاء.

أسباب الانتشار في غزة

ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن انتشار هذه المتلازمة بشكل مقلق في القطاع، خاصة بين الأطفال، قد يكون مرتبطاً بعوامل مثل:

سوء التغذية: الذي يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة.

تلوث المياه: الذي قد يسبب التهابات الجهاز الهضمي، والتي غالباً ما تكون سبباً محفزاً لمتلازمة غيلان باريه.

أشار مسؤولون طبيون في غزة إلى أن الوضع الصحي المتدهور، ونقص الأدوية والمعدات الطبية، يجعل من الصعب تشخيص المرض وعلاجه بشكل فعال، مما يزيد من خطورة المتلازمة ويؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات.

علاج متلازمة غيلان باريه

لا يوجد علاج شافٍ تماماً من المتلازمة، لكن هناك علاجات يمكن أن تقلل من شدة المرض وتسرع عملية الشفاء، وتشمل:

فصادة البلازما: هي عملية لإزالة البلازما من الدم، والتي تحتوي على الأجسام المضادة التي تهاجم الأعصاب، ثم إعادة خلايا الدم إلى الجسم.

العلاج بالغلوبولين المناعي الوريدي : يتم إعطاء المريض جرعات عالية من الأجسام المضادة الصحية عن طريق الوريد، مما يثبط عمل الأجسام المضادة الضارة.

العلاج الطبيعي: يساعد في استعادة قوة العضلات والحركة، ومنع تيبس المفاصل، ومساعدة المريض على التكيف مع أي محدودية في الحركة.

Related Posts

الصمغ العربي: رحلة في عالم الفوائد الصحية

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة  الصمغ العربي، أو كما يُعرف بالاسم العلمي أكاسيا سينغال، هو مادة صمغية طبيعية تُستخرج من شجرة السنط المنتشرة في مناطق واسعة من أفريقيا والشرق الأوسط.…

وداعًا للإمساك: الأطعمة الغنية بالألياف التي لا يجب أن تغيب عن نظامك الغذائي

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة يعد الإمساك مشكلة شائعة ومزعجة، ولكن الخبر السار هو أن تعديل نظامك الغذائي ليشمل المزيد من الألياف يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. الألياف هي جزء…

One thought on “متلازمة غيلان باريه: “الشلل الصامت” الذي يهدد أطفال غزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *