
مازن السيد
في السنوات الأخيرة، تحوّلت كرة القدم الأوروبية من مجرد رياضة إلى صناعة ضخمة تحكمها الأموال، وتديرها شركات، وتغذّيها جماهير لا تعرف الرحمة ولا الصبر. من ملعب “كامب نو” في برشلونة إلى “أنفيلد” في ليفربول، ومن مدرجات “سان سيرو” إلى سماء “الاتحاد”، تغيّرت اللعبة… لكن هل تغيّر جوهرها؟
باتت أندية مثل ريال مدريد، مانشستر سيتي، وباريس سان جيرمان لا تتنافس فقط على الألقاب، بل على النفوذ. الصفقات تتجاوز مئات الملايين، واللاعبون لم يعودوا رموزًا للانتماء، بل أوراقًا في سوق المزايدات.
العديد من الجماهير ترى أن كرة القدم فقدت بعضًا من سحرها القديم. لم نعد نشهد ولاءً حقيقيًا كما كنا نرى في الماضي مع لاعبين كـ توتي، بوفون، وجيرارد. باتت الماديات هي المحرك الأول، والبطولات تُحسم أحيانًا قبل أن تبدأ.
رغم كل شيء… الجماهير لا تزال الملك الحقيقي
ورغم السيطرة المالية، تظل الجماهير هي القلب النابض للعبة. بدليل أن محاولة إطلاق “دوري السوبر الأوروبي” فشلت بمجرد أن ثارت المدرجات. هذه اللحظة أثبتت أن الصوت الأقوى لا يزال في يد المشجع، لا المستثمر.
رغم النقد، فإنّ كرة القدم لا تزال تولد كل يوم من جديد. من إنجلترا إلى فرنسا، ومن ألمانيا إلى إيطاليا، تظهر مواهب جديدة تغير قواعد اللعبة. جود بيلينغهام، لامين يامال، وجمال موسيالا مجرد أمثلة على جيل قادم قد يعيد التوازن بين المتعة والمال.
كرة القدم الأوروبية الآن تشبه لوحة فنية معلّقة بين يد فنان ويد تاجر. واللعبة لا تزال مستمرة. السؤال الأهم: من سيرسم المستقبل؟ الجماهير أم أصحاب الملايين؟