
كتبت ـ مها سمير
تواجه الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة لوقف خطتها العسكرية الجديدة للسيطرة على مدينة غزة، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة.
وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش دعا علنًا إلى إلغاء الخطة، واصفًا إياها بأنها غير كافية لتحقيق “النصر على حماس”، معتبرًا أنها ستعيد الحركة إلى طاولة المفاوضات بدلًا من إنهائها. وفي تصريحات مصوّرة عبر منصة “إكس”، قال سموتريتش إنه فقد الثقة في قدرة نتنياهو على حسم المعركة.
الخطة، التي أقرها المجلس الوزاري الأمني المصغر بالأغلبية يوم الجمعة، تهدف إلى توسيع العمليات العسكرية في القطاع الذي يعاني بالفعل من أزمة إنسانية حادة. لكن الجيش الإسرائيلي حذر من أن الهجوم قد يعرّض حياة نحو 20 رهينة لا تزال حماس تحتجزهم، ويزج بالقوات في حرب عصابات طويلة الأمد شبيهة بـ”فيتنام”.
المعارضة لم تأتِ من الداخل فقط؛ إذ انضمت إيطاليا إلى قائمة المنتقدين، حيث صرّح وزير خارجيتها أنطونيو تاياني لصحيفة إل ميساجيرو أن “غزو غزة قد يتحول إلى فيتنام بالنسبة للجنود الإسرائيليين”، داعيًا إلى إرسال بعثة أممية بقيادة عربية لـ”إعادة توحيد الدولة الفلسطينية”، مؤكّدًا استعداد بلاده للمشاركة.
في الوقت ذاته، تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب السبت مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن. ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي الخطة لاحقًا اليوم، وسط تحذيرات من تفاقم أزمة الجوع في غزة إذا مضت إسرائيل قدمًا في عملياتها.
نتنياهو سيعقد مؤتمرًا صحفيًا مساء الأحد لوسائل الإعلام الدولية، لكن لم تتضح بعد تفاصيل ما سيعلنه. وفي حين يدفع حلفاؤه الأكثر تشددًا نحو احتلال عسكري كامل لغزة وترحيل جزء من سكانها، يتمسك الجيش بموقفه الرافض للحكم العسكري المباشر، خشية الانزلاق إلى مستنقع أمني وإنساني يصعب الخروج منه.